أكد المستشار بالديوان الملكي، الشيخ الدكتور ناصر بن سعد الشثري على دور الشباب في النهوض بالأمة ، وقال إن الشباب مصدر أمن لا مصدر خوف، واضاف لقد أولانا الله عزّ وجلّ في حياتنا نعمًا كثيرة، وعلى رأسها نعمة الإسلام، ومن شكر هذه النعمة الذَّبّ عنها، وكشف زيف من ينتسبون إليها، وهم يظهرون عكس ما يبطنون من خبث وكيد لأبناء هذه الأمّة، كما أنعم الله علينا بنعم الأمن والأمان والاستقرار، واجتماع الكلمة، وتآلف الخلق، وإقامة الدين والشعائر، وعندنا من الطمأنينة واستقرار النفوس ما لا يوجد لغيرنا، وقد منّ الله علينا بوجود دولة لها في النفوس مكانة ومنزلة، وفي المقابل أعداء يتربصون بأمتنا ولا يريدون لنا الاستقرار سواء من دول أو منظمات أو أشخاص يسيرون في ركابهم. جاء ذلك في المحاضرة التي ألقاها الشيخ ناصر بن سعد الشثري في جامعة الأمير سطّام بن عبد العزيز، عن تعزيز الأمن في المجتمع، ضمن برامج ممثلية الجمعية الفقهية بالجامعة؛ حيث ذكر أن شكر الله وحمده على هذه النعم من أهم أولوياتنا، وشكرها يكون بالأخذ على أيدي الذين يزعزعون الأمن ويخربون الفكر في عقول أبنائنا ، فما أكثر الدعوات الخدّاعة بلسان كذوب، وبألفاظ ماكرة خادعة، تجرّ أبناءنا إلى هذه الأمور، فيجب علينا أن نقف في وجهها، وأن نتصدى لها، والقضاء عليها في مهدها. وإن كيد أعدائنا قد أظهر لنا هذه الدعوات براية شرعيّة وتحت شعارات ظاهرها موافقة الدين، وباطنها مخالفة الشرع. وأشار إلى أن أمتنا عبر تاريخها البعيد والقريب شهدت العديد من الحركات التي ادّعت مثل هذه الأمور، وردّ الله عليهم كيدهم وكفانا الله إياها على الرغم من استجابة البعض لها. وفي عصرنا الحاضر وجدت دعوات لاستغلال الشباب الذين لا يدركون عواقب الأمور، مؤكدًا أن شبابنا ليسوا مصدر خوف، ولكنهم مصدر الأمن في مجتمعاتنا ومن أهم عوامل تحقيقه، فغالبية الشباب يدركون ما يُكاد لهذه الأمّة ليل نهار، ويدركون كذلك أنّ هذه الفئة وهذه التنظيمات لا تريد للأمة خيرًا البتة. وقال إن أعداء الأمة لهم طرائق مختلفة، ولكن كان لشبابنا صدّ لهذه الدعوات، مشيرًا إلى أن مواجهة هذه الشعارات البرّاقة والحكم عليها لابد أن ينظر إليها في إطارها الشرعي، مؤكدًا أن هذه التنظيمات ليست آخر المطاف، وإنما ستظهر تنظيمات غيرها كثير؛ لذلك كان لا بد من وجود ضوابط شرعيّة حاكمة ثابتة تُحَاكم إليها هذه التنظيمات، وتنحصر في خمسة أمور، هي: معرفة تاريخ القائمين عليها، ومعرفة موقف علماء الإسلام من هذه التنظيمات، وعلماء الإسلام هم العلماء الذين يبنون أقوالهم على أدلة الكتاب والسنّة، وسنّة الله في الكون أنه لا يزال هناك مبلغون للشرع، وللك أمر الله عزّ وجلّ بالرجوع إليهم في أوقات الفتن. وتساءل الشيخ الشثري بالنظر إلى الممارسات والأفعال التي تفعلها، هل هي موافقة للشرع أم مخالفة له؟ وقال: وضوح الأصول التي تنبني عليها هذه التنظيمات يسهل الحكم عليها، أمّا إذا كانت خفيّة ومجهولة فهذه هي الطّامّة الكبرى. وتابع قائلا: بالنظر في العواقب والمآلات التي تؤدي إلى مثل هذه التنظيمات والحركات. مؤكدًا أن أية حركة لابد أن تخضع لهذه الخمسة الأمور، أمّا انخداع بعض الناس بها فلا يكون معيارًان وكون بعض الأشخاص له مصالح مع هذه التنظيمات فلا يعول عليه. وإذا نظرنا إلى شهادات الذين تركوها لمّا عرفوا حقيقتها، تبيّن لنا التوجهات الحقيقة لفكر هذه التنظيمات والحركات. وفي مواجهة هذه الأفكار المنحرفة التي تزعزع الأمن وتقوض الاستقرار يجب أن نحرص على تكاتف مجتمعنا، وإذا وصلنا إلى درجة هذا التكاتف والتعاضد؛ رُدّ الكيد واندحر العدوّ، ومن وسائل ردّ الكيد: - استقرار النفوس وطمأنينتها. - اجتماع كلمة أهل البلد. - التعاون مع الجميع في الداخل والخارج لتحقيق مصلحة الأمّة . وهذه الأهداف لها وسائل عديدة سواء بزرع المعاني القلبية في المجتمع، كتأصيل المحبّة بيننا، وزرع الخوف من الله في قلوبنا، كما أن الخوف له أثر أخروي في دخول الجنان، فكذلك له آثار دنيوية، فلا يظلم بعضنا بعضًا، ومن ذلك أن يراعي الإنسان غيره خوفًا من الله . نزرع في قلوبنا الإيمان بالقضاء والقدر فهو الذي يورثنا الصبر وعدم الجزع ، مشيرًا أيضًا إلى بعض المعاني الأخلاقية التي تحقق التعاون، عندما يقدر بعضنا بعضًا، وعندما نحسن القول وألا يقدح بعضنا في بعض، ولا نسعى لتكوين مكونات أو تكتلات تحارب بعضها، بل نسعى إلى أن نكون لحمة واحدة وجسدًا واحدًا. أكدّ على ضرورة زرع معاني الرحمة في القلوب برحمة الخلق أجمعين، والسعي إلى ما يعزّ شرع الله في الأرض . ثم اختتم اللقاء بالردّ على بعض الأسئلة التي تناولت كيفية الوقاية من الفكر المنحرف، والتعامل مع من يتعاطفون مع اللوثات الفكرية وكيفية النصح لهم، مشيرًا في سياق ردّه على هذه التساؤلات إلى ضرورة التقرب إلى الله عزّ وجلّ، وبذل الوسائل الصحيحة للبعد عن هذه الأفكار، والتعاون مع الجهات الرسميّة في التبليغ عن أي شخص يحمل فكرًا منحرفًا أو متطرفًا. وفي نهاية اللقاء ثمّن مدير الجامعة الدكتور عبد الرحمن بن محمد العاصمي هذه الندوة وهذه الاستجابة الكريمة من الشيخ الدكتور ناصر بن سعد الشثري المستشار بالديوان الملكي، مقدمًا درعًا تكريميًّا باسم ممثلية الجمعية الفقهية السعودية بالجامعة، مؤكدًا حرص الجامعة على إقامة مثل هذه المحاضرات، وتنفذّ العديد من الفعاليات التي تهدف إلى توعية فئة الشباب، وتحصينهم ضد الأفكار المنحرفة، والحفاظ عليهم وتوعيتهم، والحرص على أن يكونوا نافعين لمجتمعهم ووطنهم، وتحقيق تطلعات ولاة الأمر في هذه الفئة المهمة من المجتمع، لافتًا إلى أن الشباب هم من يعول عليهم بناء الوطن حاضرًا ومستقبلاً باعتبارهم الثروة الحقيقية للبلاد.