في وقت بدأت مطارات وشركات طيران عربية وعالمية «رسمياً» تنفيذا لأمر وقّعه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يحظر دخول مواطني سبع دول ذات غالبية مسلمة (العراق واليمن والصومال والسودان وسورية وليبيا وإيران) إلى الأراضي الأميركية، عمّت التظاهرات مناطق متفرقة من الولايات المتحدة ضد القرار «الذي يخالف القيم الأميركية»، وطالبوا بإقالة ترامب من منصبه، وترحيل زوجته ميلانيا - السيدة الأميركية الأولى- إلى سلوفانيا موطنها الأصلي. في غضون ذلك، وبينما اعتبر الرئيس الأميركي، قراره «ليس حظراً على المسلمين»، غرّد مساء على حسابه في «تويتر» قائلاً «إن المسيحيين فى دول الشرق الأوسط يعدمون بأعداد كبيرة»، مشيرا إلى أن «الولايات المتحدة لن تسمح لهذا الرعب أن يستمر». إلى ذلك، أعلن مسؤولون في ولايات بنسلفانيا وواشنطن وهاواي، أن مجموعة من ممثلي الادعاء في الولايات الثلاث يبحثون رفع دعاوى قضائية لإبطال قرار ترامب، الذي استنكره أيضاً مديرو شركات «أبل»، و«غوغل»، و«فيسبوك»، و«مايكروسوفت» وغيرها من شركات «وادي السيليكون» الأميركي، محذرين من آثاره على الاقتصاد الأميركي. وفي مدينة نيويورك، نظم ناشطون تظاهرة أمام مطار جون كنيدي الدولي احتجاجاً على توقيف 12 عراقياً. وأشرف على التظاهرة المناهضة لقرار ترامب، أعضاء في الكونغرس من الحزب الديموقراطي، بينهم جيرولد نادلر عضو مجلس النواب عن ولاية نيويورك، وناشطون مدافعون عن حقوق الإنسان، حيث اجتمعوا أمام القاعة الرابعة في مطار جون كنيدي بمشاركة نحو ثلاثمئة شخص. وردد المتظاهرون هتافات «لا للخوف والعداء»، «مرحباً باللاجئين هنا»، «لا للحظر والجدران»، بينما رفع بعضهم هتافات تطالب الجهات المعنية «بإقالة ترامب» وترحيل عقيلته «السيدة الأميركية الأولى» ميلانيا خارج البلاد. كما نظم مئات الأميركيين والمقيمين تظاهرة أمام مطار سان فرانسيسكو الدولي احتجاجاً على قرار ترامب، وقطع المتظاهرون الطريق المؤدية للمطار، وحملوا لافتات تندد بالقرار وطالبوا بإلغائه. وفي مطار شيكاغو، تسبب مئات المتظاهرين في إرباك المرور في الصالة الدولية في المطار خلال تجمعهم احتجاجاً وتعبيراً عن رفضهم قرارات ترامب. وطالب المتظاهرون بإلغاء تلك القرارات والسماح بدخول المحتجزين في صالات الوصول. في المقابل، عطلت قاضيتان فيديراليتان في نيويورك وفرجينيا، مساء أول من أمس، جزئياً قرار ترامب، إذ أمرت السلطات بوقف ترحيل اللاجئين والمسافرين المحتجزين في المطارات منذ الجمعة بموجب القرار الرئاسي. أما في اوتاوا، فقد أكد رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو ارادة بلاده في استقبال اللاجئين «بمعزل عن معتقداتهم». وقال: «إلى الذين يهربون من الاضطهاد والرعب والحرب، عليكم ان تعرفوا ان كندا ستستقبلكم بمعزل عن معتقداتكم». واضاف ان «التنوع يصنع قوتنا (...) اهلاً بكم في كندا». وفي لندن، أعلنت الحكومة البريطانية انها «لا تتفق» مع سياسات الرئيس الاميركي في شأن قرار حظر السفر الذي وقعه. بدورها، انتقدت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل القرار الاميركي، معتبرة ان مكافحة الارهاب لا تبرر اتخاذ مثل هذه القرارات. وفي طهران، التي اصدرت اعنف رد على هذا القرار الذي وصفته بأنه «مهين»، معلنة تطبيق مبدأ المعاملة بالمثل للمسافرين الأميركيين، استدعت الخارجية الايرانية سفير سويسرا الذي يمثل المصالح الأميركية في طهران، للاحتجاج على قرار ترامب حظر منح التأشيرات للايرانيين. وفي بغداد، طالبت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، أمس، الحكومة العراقية بمعاملة الولايات المتحدة بالمثل. (عواصم - وكالات)