×
محافظة نجران

الرحالة الزومان” يروي لحظات مغامرته لقمة “إفرست”

صورة الخبر

كتبتُ في هذه الزاوية قبل ست سنوات عن رؤى استثمارية تطرح عن مهرجان الجنادرية في كل عام، ويضاف مع هذا الطرح الكثير من مقالات وأعمدة الرأي في صحافتنا والتي تتحدث عن الأبعاد الكامنة والمعطلة عن استثمار المهرجان بشكل أكبر. أولا، لا بد من تسجيل الشكر لوزارة الحرس الوطني والقائمين عليها على استمرار تحقيق المهرجان للنجاحات المتوالية. ولكن نحن نعيش اليوم مرحلة تحول مؤسسي يستشرف من خلاله مجلس الشؤون الاقتصادية والتنموية مستقبل الكثير من أوجه الإنفاق الحكومي، وتوظيف ما ينفق لتحقيق عوائد ومنافع متعددة وعلى رأسها خلق الفرص الوظيفية للمواطنين. ولذا أعتقد أن المهرجان الوطني للتراث في الجنادرية سيدخل أحد منعطفات برنامج التحول. ولا يعني دخول المهرجان الى ذلك المنعطف دليل فشل من القائمين على التنظيم بل هو العكس تماما، فهو تقدير استثنائي لسنوات طويلة من النجاح، لكن جاءت الآن مرحلة فطام الجنين. ويمكن النظر لمبررات هذا الاتجاه من حيث إنه سوف يحقق الكثير من المنافع والشراكات وتعزيز الاتصال البينثقافي الذي يخدم المملكة في الظرف الراهن. ومن ابرز تلك الأبعاد الداعية لدخول منعطف التحول هي: بعد التمكين والتوظيف، فطالما أن المهرجان يمثل فترة استثمار وقتي محدود فنجد أن التنافس في تقديم الخدمات بات بأيد غير سعودية، وفي هذا تضييع لفرص وظيفية للكثير من شباب الوطن، فلو كانت المدينة التراثية مفتوحة طيلة العام او في أيام نهاية الأسبوع على الأقل، لخلقت معها الفرص الوظيفية على أقل تقدير لشباب الجامعات في الفترة المسائية ففي القرية العالمية بدبي مثلا، والتي جاءت في تعليقات القراء على مقال سابق، نجد أنها اتاحت الفرص الوظيفية والاستثمارية المستمرة هناك. بعد الاستثمار في مقتنيات التراث التي يعرضها أبناء الوطن لفرجة الزوار، فهي ستصبح أكثر فاعلية ولن تقتصر على فترة المهرجان وإنما ستستمر وتزدهر. ولو نظرنا على سبيل المثال للمنتجات المرتبطة بالسياحة المصرية والتي كانت تصنع في مصر أصبحت تستورد من الصين وفي هذا درس لا بد أن نتعلم منه. والتعلم هنا للحفاظ على تلك الحرف التراثية بأيد أبناء الوطن. فبناء الطين الآن عند من لديه الحنين للماضي ويريد تنفيذه، قد لا يجد مواطنا يقوم بذلك بل أصبحت حرفة بيد وافد. أبعاد ما بعد الاستضافة، ففي كل عام هناك استضافة لدولة أو ضيوف شرف في المهرجان فماذا بعد هذه التجربة؟ أتمنى على السفارة السعودية في بلد ضيف المهرجان أن تعقد ندوات ومعارض مصغرة يقوم بها طلابنا في مسعى لتحقيق الدبلوماسية الشعبية وتعزيز الصورة الذهنية لبلادنا عبر استقطاب أكبر عدد من الأصدقاء في تلك الدولة، أو على الأقل خلق نافذة ثقافية يطل من خلالها أكثر من ضيف من تلك الدولة على بلادنا وثقافتنا التي نعرضها بعيوننا او بعيون من نثق به لا بعيون الحاقد علينا. بعد الانتشار الداخلي فكل منطقة من مناطق المملكة لها قرية في الجنادرية فلماذا تبقى في الجنادرية فقط؟ أتمنى من كل منطقة أن تعزز وجود القرية في منطقتها أولا لاستمرا دورة النجاح وتأكيد الاستثمار فيمن يعمل على استمرار التراث المحلي من أبناء المنطقة وبالتالي تصبح مشاركتهم السنوية جزءا من عمل مستمر وليس من خلال توليفة وقتية. ويقام في تلك القرى فعاليات مصاحبة مع أيام المهرجان ويُعرض من خلال شاشات العروض الداخلية ما يجري في قريتهم بالجنادرية. بعد المكون الخليجي واليمني والعربي، وتحالفاتنا حيث يمكن إضافة قرى خليجية ويمنية وربما جناح لبقية دول التحالف ليذكرنا بعاصفة الحزم وتكوين التحالف العربي، ونشر وتعزيز ثقافة التحالف وإعادة الأمل ثقافيا. إجمال القول إن دخول الجنادرية منعطف التحول الوطني الجديد سينقلها من مركز إنفاق الى مركز تحقيق الكثير من الفوائد والعوائد المالية والوظيفية والاستثمارية والإنتاجية الثقافية المستمرة. طبعا كانت طموحاتي غير محدودة قبل ست سنوات، أما الآن فالطموح أكبر لجنادرية الفرص الواعدة لشباب الوطن. وبقي أن نقول إن تأسيس المهرجان السنوي في الأصل أو تحوله لمشروع مستمر سيظل في نهاية المطاف مشروعا من اجل الوطن. والعرب تقول "أجلّ المعروف ما صُنع إلى أهله". Draltayash@yahoo.com