لم تنل الحرب والغربة من طموح الشاب السوري فرهاد إبراهيم وعزمه، بعدما لجأ إلى إقليم كردستان العراق قبل سنوات هربا من الحرب في بلاده. وحمل فرهاد إبراهيم همّ اللاجئين من مواطنيه، فابتكر أساليب جديدة لتوفير مورد رزق ووظائف لهم في الإقليم، كبيع "حسمٍ" للمطاعم والمحلات التجارية والحصول على نسبة من كل بطاقة تباع. وقال فرهادإنه لاحظ عند لجوئه إلى إقليم قسما كبيرا من الشباب في المخيمات عاطلين عن العمل، فأحب أن يفيد هذه الفئة، فنظم دورات تدريب لهم، مضيفا -في حديث للجزيرة- أنه تم إيجاد فرص عمل لمعظم المشاركين في التدريب. واستفاد أكثر من ألف شاب وشابة من اللاجئين من مشروع فرهاد وباتوا على رأس عملهم، منتجين لا مستهلكين. وقال رجل أعمال يدعى علي باشا، إنه استفاد من العمال والموظفين الذين أرسلوا من قبل شركة التدريب، وأوضح أن معظم العاملين في شركته من اللاجئين والنازحين. وباتت فكرة التدريب وإيجاد فرص عمل لتشغيل اللاجئين وإدماجهم في مجتمعهم الجديد -التي اشتغل عليها فرهاد بأساليب مبتكرة- محط اهتمام منظمات إنسانية، سعت من خلالها لتحقيق الهدف نفسه بعد أن طالت سنوات اللجوء في إقليم كردستان. وفي حلبجة، نظمت إحدى المؤسسات الإنسانية بكردستان العراقدورات للنساء اللاجئات لتعليمهن التصميم والحياكة، وتزويدهن بآلات الخياطة لإدخالهن سوق العمل. وقالت إحدى المتدربات "كانت حياتنا في البداية قاسية، فلم نكن نعرف اللغة ولا نمتلك إمكانيات، لكن بعد سبعة أشهر من التدريب أعمل خياطة بالإضافة لقيامي بتدريب حوالي خمسين امرأة".