عندما كنّا ننشر في «المدينة» شكاوى لاعبي الاتحاد ومطالبهم المالية للجنة الاحتراف قبل أن تبلغ العشر إلى أن بلغت 34 شكوى، أعلنّاها وكشفناها على الملأ، ذهب من يشكّك في المصداقية ويقول لا تصدّقوهم، وأنّ الشكاوى غير صحيحة، وأنّ الرقم مبالغ فيه، وشكّكوا في قيمة المبالغ المستحقّة حينما كشفناها آنذاك، والآن ماذا بعد أن أُعلن الرقم رسميًا من إدارة النادي والمهلة المحدّدة من اتحاد الكرة في اجتماع أعضاء الشرف؟!. جماهير العميد والرأي العام عمومًا يدركون مصداقية «المدينة»، ويدركون حرصها على كشف الحقيقة كاملة للمساهمة في الحلول، وأنّ النفي والتضليل لا يفيد العميد في شيء، فـ»الحقيقة شمس لا يحجبها غربال». حالياً ظهر رأي آخر يُردّد بأنّ كل الأندية عليها شكاوى ومطالبات، فليس الاتحاد وحده، وغالبيتها لديها خطابات تحذير، وهذا نوع آخر من التعنّت والتضليل، فالشكاوى على الأندية الأخرى مجتمعة لا تبلغ نصف الشكاوى على نادي الاتحاد، ومبلغ الـ48 مليونًا لم تصل إلى نصفه كافة المستحقّات على الأندية الأخرى. وحتى لا يغالط المغالطون الذين تعوّدوا على تضليل الرأي العام، فإنّ المبلغ هو 47 مليونًا و929 ألفًا و196 ريالاً وقد تزيد مستقبلاً، فهل يُعقل أن نقارن شكاوى وأزمة طاحنة وورطة حقيقية بما هو أقل منها بكثير؟!. وديون الاتحاد هي قضية الساعة في الوسط الرياضي، فهل من المقبول في صحيفة تبحث عن الحقيقة أن تتجاهل مثل هذه الورطة؟! أعضاء شرف الاتحاد كان لهم رد عملي على المغالطين والمضللين، فعقدوا اجتماعًا عاجلاً لحل هذه الأزمة، وعلى ذكر الأندية الأخرى التي يتحدّثون عنها ويتشدّقون بأزماتها ليست في حاجة لاجتماعات ولا إلى لجنة إنقاذ ولا فزعة فلوس بالطريقة التي تمّت ولا قرض مبكّر عن رعاية مستقبلية.. هذه حقائق حدثت في الاجتماع، لجنة إنقاذ شُكّلت برئاسة منصور البلوي لتجتمع مع اللاعبين وتُحاول أن تسلّمهم جزءًا من المبلغ وتجدول لهم الباقي، «وبالمناسبة البلوي بموقفه مع الإدارة يؤكد أنه متسامح في طبعه وعاشق أصيل». أعيدكم هنا بالذاكرة إلى أنّ الحوارات والقضايا التي فتحتها «المدينة» في الشأن الاتحادي من بين الحلول المقترحة أن يتمّ جدولة الديون من خلال شخصية خارجية لأنّ الثقة بين اللاعبين والإدارة مفقودة، ومن الإنصاف القول إنّ عضو الشرف أحمد فتيحي هو من طرح هذه الفكرة عبر «المدينة». فُقدان الثقة بين الإدارة واللاعبين تحدّثت عنه في مقال بعنوان «كما تزرع تحصد» وناله هجوم موجه اعتدت عليه، والآن السؤال: ماذا بعد الاعتراف بفقدان الثقة بين الإدارة واللاعبين التي ثبتت بالشكاوى الـ34؟. نتمنّى أن يتجاوز الاتحاد محنته، فالاعتراف بالوضع الخطير تمّ من خلال الاجتماع الشرفي وخسر المغالطون للحقائق، ومن لا يدركون قيمة العمل الإعلامي في كشف الحقائق كما هي والمساهمة في الحلول، وبالتأكيد أنّ العمل الجيّد يفرض نفسه وهو جدير بالاحترام والتقدير، وردّة الفعل هي من أثبتت ذلك، ولا عزاء لمن يدسّ رأسه في الرمال. مقالة للكاتب عبدالله فلاتة عن جريدة المدينة