«حلاة البر بالشتاء» جملة اتفق عليها أهالي تبوك خصوصا فئة الشباب، فبالرغم من البرودة القارسة، وموجة الصقيع التي ضربت منطقة تبوك، ودرجات الحرارة المتدنية التي لامست الـ4 درجات تحت الصفر، إلا أن ذلك لم يمنع هواة الكشتات عن الرمال الذهبية التي استطاعت جذب الكثير خصوصا على المناطق الصحراوية التي تقع على جانبي طريق تبوك – ضباء وتبوك – شرما. شباب تبوك يجمعون على أن جمعتهم داخل خيمة صغيرة برفقة «دلة قهوة» و«إبريق محترق»، على شبة، «حطب سمر» تضاهي جلسة في أفخم الكافيهات. «عكاظ» التقت عددا من شباب تبوك هواة الرحلات البرية، وخرجت بعدد من القصص على ألسنتهم. يقول علي الحويطي: «أنا من عشاق الصحراء والكشتات البرية ولا أتذكر أن تمر إجازة نهاية أسبوع إلا وأقضيها برفقة الأصدقاء في البر». ونوه الحويطي أنه وما يقارب الخمسة أصدقاء من زملائه بالعمل يخرجون بعد نهاية دوام يوم الخميس إلى منطقة برية تعرف بـ«شقري» - 90 كم، مشيرا إلى أنهم يبدؤون بنصب الخيمة بعدها يتم توزيع العمل، فهناك من يتولى ذبح «الخروف» وتقطيعه والبدء بطبخ «المقلقل»، وآخرون يعدون الشاي والقهوة، وغالبا ما يبيتون حتى مساء يوم السبت، والعودة إلى منازلهم استعدادا لبدء أسبوع جديد. خالد العنزي من هواة الرحلات البرية يؤكد أنه وزملاءه يستمتعون بالكشتات الجماعية، منوها أن الرقص فوق الطعوس على أنغام «السامري» له نكهة خاصة، فتصبح «الطيران والطبول» من أولويات قائمتهم. محمد العطوي يؤكد أن أجمل ما في الرحلات البرية والمبيت هناك هي سوالف آخر الليل بين الشباب، حيث تكون القصص متنوعة، لا تخلو من الضحك والمغامرات، خصوصا قصص الجن التي لا تأتي إلا بمثل هذه الأوقات فالبعض يطرحها على سبيل المزاح لإخافة البقية وزرع الذعر بينهم. ويستغل الشباب الكشتات البرية بتصوير الطبيعة الصحراوية وبثها عبر مواقع التواصل الاجتماعي يقول سعود الأحمري: «الطبيعة تستهويني كثيرا، حيث ترافقني الكاميرا في جميع رحلاتي البرية ولا أستغني عنها أبدا، ففي كل رحلة أستمتع بالمناظر الطبيعية وألتقط لها صورا جميلة، ثم أقوم ببثها عبر مواقع التواصل».