أكد الميدان التربوي في أبوظبي أن مبادرة عام القراءة 2016 التي أطلقها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، في وقت سابق، تمثل خطوة نوعية في مسيرة دولة الإمارات نحو ترسيخ ثقافة العلم والمعرفة والاطلاع على ثقافات العالم في نفوس المواطنين والمقيمين، عبر سلسلة من المبادرات والمشروعات الثقافية والفكرية والمعرفية التي أطلقتها الدولة منذ قيامها، وأنها تصب في الرؤية نفسها التي وضعها مؤسس دولة الاتحاد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، التي تؤكد أن بناء الدول لا يتم فقط بالتركيز على العمران المادي والتكنولوجي، ولكنه يعتمد في الأساس على بناء الإنسان، الذي يشكل اللبنة الأساسية لأي تطور ونجاح، وأن الأمم لا تقاس بثرواتها بل بأصالتها الحضارية. وأنجزت أغلبية مدارس أبوظبي خططها التي تندرج تحت مبادرة أبوظبي تقرأ التي سينفذها الميدان هذا العام تحت إطار مبادرة عام القراءة 2016، حيث تنطلق الحملة في إبريل/ نيسان المقبل وتستمر خلال العام الدراسي الحالي، وتشمل مسابقات تنظم للطلبة لحثهم وتمكينهم من القراءة باستمرار في الصفوف وغرف مصادر التعلم، وأشار الميدان إلى أن مبادرة عام 2016.. عام القراءة تعد تتويجاً لعدد كبير من المبادرات التي شهدتها مسيرة الثقافة والمعرفة في الإمارات. حملة أبوظبي تقرأ الدكتورة نجوى الحوسني مديرة إدارة المناهج في مجلس أبوظبي للتعليم، تقول إن حملة أبوظبي تقرأ علمياً تشجع المعلمين والمعلمات على توظيف الاستراتيجيات الحديثة في القراءة والتي تستقي رصانتها العلمية من البحوث القرائية العلمية، كما تنمي الممارسات القرائية الصحيحة في المنزل مثل القراءة اليومية للطفل الحصيلة اللغوية لديه، وتقدم المساعدة اللازمة لكل تلميذ في المدرسة حسب احتياجاته من القراءة، داعية إدارات المدارس أن تعمل على توظيف القراءة كنشاط يومي كي يستمتع الطلبة من مختلف الأعمار بها ويكتسبوا من خلالها الكثير من المعارف والمفردات، وأن تكرس المدارس كافة الجهود لإنجاح مبادرة عام القراءة مثلما حققته في عام الابتكار الماضي. وأشادت بمكرمة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس مجلس أبوظبي للتعليم خلال معرض أبوظبي الدولي للكتاب الذي يعقد سنوياً في أبوظبي، والذي يخصص فيها ثلاثة ملايين درهم لإتاحة الفرصة أمام طلبة المدارس والجامعات لاقتناء الكتب ومصادر المعرفة من المعرض، بهدف تشجيع الطلبة للحصول على الكتب والإصدارات القيمة ذات الفائدة والمردود المعرفي والثقافي والعلمي، وتحفيزهم على القراءة والمطالعة، بهدف إعداد جيل طموح ومبتكر يملك زمام المبادرة، ويساعد على تحقيق أعلى درجات التقدم والتطور. المفكرون والقراءة وقالت الدكتورة نجلاء النقبي مدير برنامج التعلم الإلكتروني بقطاع التعليم المدرسي بمجلس أبوظبي للتعليم إن مبادرة عام 2016.. عام القراءة امتداد طبيعي لفكر قيادتنا الحكيمة، مشيرة إلى النجاح الذي حققته فعاليات عام الابتكار في العام الماضي، ومن متطلبات استمرارية هذا التفوق وجود جيل جديد من العلماء والمفكرين، ومفتاح ذلك هو القراءة، لافتة إلى أن مبادرة صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله تأتي لتتوج دولة الإمارات عاصمة للمعرفة والثقافة العالمية بامتياز، مشيرة إلى أن المجلس سيقدم كل ما من شأنه تعزيز شغف المعرفة وحب القراءة لدى التلاميذ. زيارات لمعارض الكتب وأكد عدد من التربويين في مدارس أبوظبي بأن القراءة هي وسيلة اتصال رئيسية للتعلم والتعرف إلى الثقافات والعلوم المختلفة، وهي المصدر الرئيسي للنمو اللغوي للفرد ومصدر لنمو شخصيته، بما يكسبه القدرة على استيعاب العالم من حوله والظواهر وإدراك العلاقات فيما بينها، حيث أكد فكري عبد الرحمن معلم اللغة العربية في مدرسة البوادي ببني ياس، أن القراءة من أهم مجالات النشاط اللغوي في حياة الفرد والجماعة، باعتبارها من الوسائل المهمة لاكتساب المعرفة والثقافة، والاتصال بما أنتجه العقل البشري، مشيراً إلى أنها وسيلة مهمة تصل الإنسان بالمصادر التي سيأخذ منها علمه وثقافته، وتزيد من قدرته على التفكير والنقد فتنمي فكره وعواطفه، وتثري خبراته، وتعينه على التعامل مع مشكلات الحياة المختلفة. وقال عبيد مفتاح المحرزي إن المدرسة ستنظم زيارات ميدانية لطلابها إلى معارض الكتب باعتبار أن الكتاب هو وعاء العلم والحضارة والثقافة والمعرفة والآداب والفنون، وأن الأمم لا تقاس بثرواتها المادية وحدها وإنما تقاس بأصالتها الحضارية، والكتاب هو أساس هذه الأصالة. وأشار عمر عبد العزيز نائب مدير مدرسة خليفة بن زايد إلى أن هناك أيضاً حملة أبوظبي تقرأ التي أطلقها مجلس أبوظبي للتعليم قبل ثلاث سنوات في عام 2013، وتعد من الحملات الرائدة التي تهدف إلى تعزيز مهارات الطلبة القرائية والكتابية وإثارة شغفهم بالمطالعة، من خلال تمكين الطلبة من القراءة باستقلالية، وتحمل الحملة التي تقام سنوياً على عاتقها شعلة توعية المجتمع بأهمية الدور الذي تلعبه القراءة في صياغة شخصية الفرد ومستقبل الدول، لذلك اختار مجلس أبوظبي للتعليم اقرأ شعاراً لها. كتب جديدة وقالت هدى الشيخ مديرة مدرسة الدانة إن المدرسة ستطرح تشكيلة من الكتب التي ستقدم للطالبات لقراءتها ومن ثم ستشكل الفرق الأدبية لمناقشة الكتب المقروءة وتلخيص أبرز مضامينها من قبل الطالبات لتعويد الطالبة وترغيبها في القراءة، كما ستنظم للطالبات زيارات تذكارية إلى المراكز والمتاحف والمكتبات ومختلف المشروعات الثقافية التي تحتضنها جزيرة السعديات وتؤرخ للتاريخ الإنساني والحكايات المعرفية والعلمية، التي تعزز مكانة الدولة ودورها الثقافي. وقالت منى أبو خاطر معلمة اللغة العربية بمدرسة الظبيانية الحلقة الأولى إن القراءة تمد الطالب بأفكار وحقائق وآراء، كما تساعده على تنمية شخصيته وميوله واتجاهاته، وتعمل على تأسيس مفاهيمه المختلفة، وعن طريقها يستطيع أن يمتلك مهارة التعلم الذاتي التي تعد اليوم ضرورة من ضرورات الحياة إذ بدونها لا يمكن مواكبة التطور العلمي والفني والتقني، فعندما يجيد الفرد القراءة ويتمكن من مهارتها، فإنه بالتأكيد يتفهم أوضاع مجتمعه، ويستجيب لمطالبه، ويعمل على حل مشكلاته، ويسهم بفاعلية في تقدم المجمع وتنميته. وأكدت جيهان أحمد معلمة لغة عربية في المدرسة ذاتها بأن القراءة تعزز الصلة بين الطالب والكتاب، وترغبه في الإقبال عليه، كما تهيئ الفرص المناسبة له لاكتساب الخبرات المتنوعة، وتكسبه ثروة من الكلمات والجمل والعبارات والأساليب والأفكار، لافتة إلى أنه يبقى الأهم هو أن ندرك كيفية إكساب هذا الطفل حب الكتاب، وكيف نغرس فيه حب القراءة والإقبال عليها بشغف منذ وقت مبكر من عمره، وهذه مسؤولية مشتركة بين البيت والمدرسة. التشجيع على القراءة منذ الطفولة أوضحت عواطف محمد السناني الجنيبي معلمة اللغة العربية ومديرة مركز اللغة العربية في إحدى المدارس أن الدراسات التربوية تؤكد أن أفضل وأجدى الطرق التربوية للتشجيع على القراءة تبدأ منذ فترة الطفولة حيث يكتسب الطفل الاتجاه الإيجابي نحو الكتاب وحب القراءة، وهذا من شأنه أن يتحول مع مر الزمن إلى مهارة مكتسبه له، مشيرة إلى ضرورة إعادة النظر في المناهج المدرسية، بدءاً من رياض الأطفال والمرحلة التأسيسية وتطوير وتحديث المناهج باستمرار بما يحقق حالة من حب الكتاب الورقي والإقبال عليه، والاهتمام بنوعية الكتب وطباعتها مع إضافة عناصر التشويق والمتعة إليها حتى يُقبل على قراءتها الصغار بحب وشغف، كما ينبغي زيادة الحصص المقررة المطالعة الحرة في المكتبات المدرسية، وتنظيم مسابقات للقراءة من خلال الأنشطة اللاصفية، والاهتمام برفع كفاءة وتدريب معلمي اللغة العربية في مدارس الحلقات الدنيا.