يودع أهالي تعز في اليمن، بشكل شبه يومي ضحايا القصف المتعمد لمدينتهم من قبل ميليشيات الحوثي وصالح، لكن في أحيان تجتمع جريمتان في آن واحد، جريمة القصف المتعمد والممنهج ومعاناة انعدام الدواء ومنعه من الوصول إلى المدينة. الطفل بشار غازي حمود ناجي البالغ من العمر ثمان سنوات أحد ضحايا القصف العشوائي، فارق الحياة يوم الخميس 28 يناير/كانون الثاني 2016، نتيجة نقص الأدوية الخاصة وانعدام الأوكسجين في العناية المركزة التي كان يرقد فيها. والجريمة الأخرى بدورها تهدد حياة آخرين أيضاً ممن يرقدون في غرف العناية المركزة أو ممن يصلون إليها، وهو ما يجرمها القانون الدولي الإنساني. الدكتور محمد الرامسي في مستشفى الروضة بتعز قال لصحيفة الخليج، نحن نعاني من نقص الأدوية اللازمة للمرضى في العناية المركزة أيضاً، ونعاني كذلك مجدداً من شح الامكانات في الأوكسجين، الذي أدى إلى وفاة أحد الأطفال يوم الخميس الماضي بسبب نقص الأدوية الخاصة بالعناية المركزة إضافة إلى انعدام الأوكسجين الذي يؤدي كذلك إلى وفاة بقية المرضى في العناية المركزة. وأضاف: نحن هنا في قسم العناية المركزة بمستشفى الروضة بتعزن نناشد في المقدمة الحكومة اليمنية القيام بواجبها الإنساني تجاه مدينة تعز بشكل عام وكذلك المنظمات الحقوقية والإنسانية بالقيام بواجبها. من جانبه، قال المحامي توفيق الشعبي لالخليج إن في مدينة تعز تمارس جرائم ضد الطفولة والإنسانية، جرائم حرب لا يمكن أن تسقط بالتقادم أولاً، وثانياً ما حصل للطفل بشار غازي حمود ناجي يحصل لأطفال كثيرين في تعز بسبب الحصار الجائر الذي تفرضه ميليشيات الحوثي وصالح وعلى هذا تعد هذه الجريمة جريمة حرب لا يمكن أن تسقط بالتقادم. وما زالت ميليشيات الحوثي وصالح تفرض الحصار على مداخل مدينة تعز، وبعد منع دخول الأدوية والمستلزمات الطبية إلى منع أنابيب الأوكسجين تعاني ثلاث مستشفيات عاملة في المدينة من نقص حاد، ونفاد الكميات الموجودة في مخازنها إضافة إلى أن الأسوأ من هذا وذاك، الاستهداف المباشر للكوادر الطبية المتفانية في تقديم خداماتها الإسعافية في ظروف استثنائية وبأقل الإمكانات المتوافرة. ويقول الدكتور نشوان الذبحاني في مستشفى الثورة العام بتعز لالخليج: هناك انعدام تام لاسطوانات الأوكسحين، خلال الأسبوع الماضي حصلنا على 6 اسطوانات أوكسجين، ومنعنا من إجراء العمليات الجراحية ماعدا الإسعافية منها. هذه المعاناة المتفاقمة منذ بداية الحرب التي تشنها ميليشيات الحوثي وصالح على مدينة تعز قادت العاملين في القطاع الصحي إلى عقد عدد من المؤتمرات الصحفية، التي قد لا يكون آخرها المؤتمر الصحفي الذي عقد يوم الأحد الماضي، حيث أقامت مؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى بالاشتراك مع اللجنة الطبية ندوة عرضوا فيه أبرز القضايا الصحية وسبل تعزيز إسعاف الجرحى وإنقاذ حياتهم بما يتوافر، إذ تجاوزت أعدادهم 10500 بما يفوق الطاقة الاستعابية للمستشفيات. مناشدات ونداء استغاثة أطلقتها الكوادر العاملة، أو من تبقى منهم في مستشفيات تعز إلى الحكومة وقيادة التحالف والأمم المتحدة بسرعة فك الحصار عن تعز وإنقاذ الشريحة الأضعف الجرحى. وبحسب رئيس التكتل الوطني المستقل عبد الستار الشميري لالخليج: فإن أحد عشر جريحاً توفوا خلال الأسبوعين الماضيين جراء النزيف الحاد من جراحاتهم بسبب عدم توافر الأدوية والمستلزمات الطبية. وأضاف أن منافذ مدينة تعز مغلقة من قبل ميليشيات التمرد والانقلابين، حيث تمنع الميليشيات الانقلابية دخول المواد الإغاثية والطبية تحديداً، فقد صادرت شاحنات عدة، أرسلتها منظمة الصحة العالمية.