أعلن الصحافي الفلسطيني الأسير لدى إسرائيل محمد القيق مواصلة إضرابه عن الطعام الذي دخل يومه الـ 74، على رغم قرار المحكمة الإسرائيلية اول من امس تعليق اعتقاله الإداري من دون السماح له بمغادرة المستشفى. وأعلن القيق (33 سنة) الذي تدهورت صحته في شكل بات يهدد حياته، انه سيواصل الإضراب حتى يعود الى بيته في بلدة دورا في منطقة الخليل في الضفة الغربية المحتلة. وظهر القيق على شريط فيديو التقطه ناشطون زاروه الخميس، وقال وهو يتحدث بصعوبة بالغة: «القضية طويلة ولم تنته بعد». وكتب على ورقة تم تصويرها: «مصمم على مواصلة الإضراب حتى الحرية». وكانت محكمة اسرائيلية اصدرت الخميس قراراً بتعليق الاعتقال الإداري بحق القيق، مع الإبقاء عليه في المستشفى الذي يعالج فيه داخل اسرائيل. ووصفت عائلة القيق التي رفضت زيارته في المستشفى، ما حدث بأنه «مسرحية، وقال أخوه همام القيق «إن تعليق الاعتقال الإداري هو مسرحية». ومساء الخميس، قالت زوجته فيحاء شلش في مؤتمر صحافي: «نرفض الزيارة لأنها جزء من المسرحية... تعليق الاعتقال الإداري انما هو مقدمة لدفع إدارة المستشفى إلى إطعام زوجي قسراً». وأوضحت ان «الأجهزة الأمنية نقلت مسؤوليتها عن حياة زوجي الى ادارة المستشفى الذي بقي محتجزاً فيه». وكان القيق مقيداً من يده ورجله الى سريره، لكن المحكمة امرت بفك قيده، مع منعه من مغادرة مستشفى العفولة شمال اسرائيل الا بإذن رسمي. ولا تعلن التهم التفصيلية الموجّهة الى القيق في حال تحويله على الاعتقال الإداري، اذ تصنّفها النيابة العسكرية «سرية». غير ان التهمة العلنية التي وجهت اليه هي انه ناشط لدى حركة «حماس» التي تعتبرها اسرائيل «ارهابية». ويعطي قانون الاعتقال الإداري الموروث من الانتداب البريطاني الحق للأجهزة الأمنية الإسرائيلية بتمديد الاعتقال الإداري لأكثر من مرة، والذي يكون في العادة ما بين السجن لثلاثة او ستة اشهر. وقال المحامي جواد بولس الذي يتولى الدفاع عن القيق والذي زاره الخميس: «تم تجميد قرار الاعتقال الإداري، لكن الجانب الإسرائيلي أبقى عليه في المستشفى، ولا يحق له مغادرته الا بإذن». وأعربت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والصليب الأحمر عن قلق شديد ازاء تدهور حالته الصحية. وأعربت المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة الجمعة في بيان عن «قلقها العميق»، خصوصاً أن الأطباء تحدثوا عن احتمال اصابته «بأضرار دائمة». وقالت ان «امر الاعتقال يمكن ان يفرض من جديد في حال اعتبر تهديداً للأمن» لأن المحكمة لم تفعل سوى تجميد الاعتقال. شهيد قرب الخليل من جهة اخرى، استشهد شاب فلسطيني واعتقل آخر أمس اتهمهما الجيش الإسرائيلي بإلقاء قنبلة مولوتوف على آلية عسكرية قرب قرية حلحول جنوب الضفة الغربية المحتلة. وقالت ناطقة عسكرية إسرائيلية إن فلسطينيين على الأقل ألقيا قنبلة مولوتوف على آلية عسكرية شمال الخليل، مضيفة أن الجنود ردوا على «التهديد القائم» وقتلوا أحدهما واعتقلوا الآخر. وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية الحصيلة، مشيرة إلى أن القتيل يدعى هيثم البو (17 سنة). من جهة أخرى، وقعت مواجهات في الضفة خلال تظاهرات جديدة تحت مسمى «جمعة الغضب» أصيب خلالها العديد من المتظاهرين برصاص الجيش الإسرائيلي، في حين وقعت مواجهات مشابهة على طول الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل. واندلعت المواجهات الأعنف قرب رام الله حيث ألقى مئات الشبان حجارة باتجاه جنود إسرائيليين أطلقوا النار والقنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاط باتجاههم.