انتشر القتال في 7 ولايات من أصل 10 مجموع ولايات جنوب السودان، في وقت تشير فيه تقارير الأمم المتحدة إلى تردٍ كبير في الأوضاع الإنسانية بجميع أنحاء البلاد الوليدة. وتقدر وكالات المساعدات أن السيناريو الأسوأ يشمل نزوح الآلاف من السكان أو احتياجهم إلى مساعدات إنسانية، في وقت كشف فيه المتحدث الرسمي باسم الجيش الشعبي فيليب أغوير عن معلومات تؤكد استعداد قوات نائب الرئيس السابق رياك مشار لمعاودة الهجوم على مدينة بور التي كانت قد فقدتها بعد أن سيطرت عليها فور إعلان تمردها منتصف ديسمبر الجاري. وقال أغوير، إن القوات الموالية لمشار تخطط لشن هجوم على ولاية جونقلي. وأضاف "جرت أمس مواجهات على بعد 25 ميلا شمال بور"، موضحا أن سكان بور يخشون هجوما في أي لحظة. وتتهم جوبا مشار بحشد 25 ألف شاب من قبائل "النوير" من عناصر ميليشيا "الجيش الأبيض" المعروفة بوحشيتها في هذا البلد، في الوقت الذي تتعثر فيه الوساطات الهادفة إلى منع الوقوع في حرب أهلية. وكان المتحدث باسم بعثة الأمم المتحدة مايكل ماكوي أعلن أن "زعماء قبائل "النوير" تمكنوا من إقناع الشباب الذين عاد معظمهم إلى ديارهم". كما أكدت الممثلة الخاصة للأمين العام للامم المتحدة، هيلدا جونسون، أن "جنوب السودان لا يتحمل أي تصعيد آخر في الأزمة، بدخول شبان مسلحين مما يضع مجتمعات في مواجهة أخرى. يمكن أن يفضي هذا في نهاية الأمر إلى حلقة مفرغة من العنف". وسيطرت قوات تابعة لمشار على كافة الحقول النفطية في ولاية الوحدة، وهو ما يعني انقطاع توريد النفط عبر الأنابيب الشمالية التي تجني من ورائها الخرطوم مليارات الدولارات. وأكد وزير البترول والتعدين بحكومة جوبا، ستيفن دايو، أن القوات الموالية لمشار سيطرت على كل حقول النفط فى ولاية "الوحدة" بجنوب السودان وطردت القوات الحكومية من هناك. على صعيد آخر، وصل إلى مطار جوبا، أمس، الرئيس الأوغندى يوري موسيفيني، ووزير خارجية إثيوبيا تيدروس أدحانوم، رئيس الدورة الحالية "للإيقاد"، للقاء الرئيس سلفاكير ميارديت، فى إطار الوساطة الأفريقية لحل الأزمة. وقالت مصادر إن زيارة موسيفيني وأدحانوم، لجوبا، تأتي من أجل تنفيذ مخرجات قمة قادة الإيقاد التي انعقدت الجمعة الماضي، في نيروبي، والتي أمهلت الجهات المتصارعة في جنوب السودان حتى اليوم لوقف العدائيات والبدء الفوري في المفاوضات المباشرة، ولم تشر المنظمة الأفريقية إلى الإجراءات التي ستتبعها في حال انقضت المدة التي حددتها دون جلوس طرفي الصراع إلى طاولة المفاوضات. في شأن آخر، قالت الأمم المتحدة، إن جنديين من قوات حفظ السلام "يوناميد" أحدهما سنغالي والآخر أردني قتلا الأحد الماضي عندما هاجمت مجموعة مسلحة مجهولة قافلتهم قرب بلدة "قريضة" بولاية جنوب دارفور.