كنت في جلسة أخوية مع أحد الأصدقاء وذكر فيها حسنات برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث وكيف أن الدولة - أمدها الله بعونه وتوفيقه - تنفق وتصرف على بناتنا وعيال الوطن دون ملل منذ أكثر من عشر سنوات في ظاهرة تعتبر نادرة حتى في أغنى دول العالم كأمريكا وألمانيا وبريطانيا رغم ما تمر به البلاد من أزمة اقتصادية وعسكرية تحتاج منا جميعا للترشيد في النفقات والصرف وهي كذلك الدولة التي تعطي دون كلل ولا ملل للجامعات تقول: لهم درسوا أبناء الوطن، لكن وفي كلتا الحالتين لم تقل أقفلوا أبواب التعيين عليهم لأسباب متعددة أبرزها لوائح وضعت للتقييد والتعقيد على المواطنين على وجه الخصوص وحصرا وفي المقابل وجود أكثر من ستين بالمائة تعاقدا خارجيا، فالاستمرار عليه قدح للوزارة ومخططيها الذين ظلوا يتفرجون عن بعد أو تراهم يخرجون من كل قسم أكاديمي تقريبا مائتي طالب وطالبة سنويا وماذا بعد؟ وما النهاية رغم الأموال التي صرفت عليهم سواء في الزراعة أو التربية والعلوم أو الآداب وحتى العلوم الصحية والهندسية وادارة الأعمال في نسخ متكررة رغم وجود وظائف محدودة لتظل أزمة بين ما يتمناه المواطن والدولة من الجامعات وبين مخرجاتها ؟! إن فتح الأقسام الأكاديمية بأعداد مهولة كل عام وتخريج طالبات وطلبة من الابتعاث يحملون درجات عليا عندما يتقدمون للوظائف بالجامعات بلا جدوى ويقال لهم: شهاداتكم دعوها بالدرج تنتظر وطولوا بالكم علينا سنة وسنتين .. من يصرف على هؤلاء وكيف يعيشون والدولة قد أعطتهم وأعطت جامعاتكم التي تديرونها من على الكراسي الشيء الكثير؟ ما النهاية رغم وجود أخوات وأخوة متعاقدين يمكن الاستعاضة بشهادتهم كما فعلت وزارة المعارف سابقا في تأهيل أبناء الوطن لاحلالهم اذا وجدت الرغبة وهي أهم مرتكز ومن أراد التملص فلا غرو أن الكلام كثير والمبررات جاهزة ومحفوظة بالثلاجة. وفي اعتقادي أنه على وزارة التعليم أن تعقد جلسة مصارحة مع منسوبيها أساتذة الجامعات أنفسهم والخدمة المدنية تسألهم عن جدوى دراسة وصرف، ثم لا عمل ولا رؤية، بل بطالة مقنعة واذا كان الحال كما هو فلماذا لا يذهب أبناؤنا وبناتنا الى تخصصات أخرى تكون شواغر بغير السعوديين ويعمل لهم تدريب وتأهيل منته بالتوظيف بدلا من الهدر غير المجدي الى ما لا نهاية. وفي سياق متصل أستغرب كثيرا عندما أرى مدرسات ومدرسين متعاقدين وممرضات وأخصائي علاج طبيعي وأشعة ومختبرات وموارد بشرية سعوديين وشبابا جالسين في البيوت ينتظرون دورهم في التعيين الحكومي والأرقام بالخدمة المدنية بالمنطقة الشرقية بالآلاف للتخصصات الصحية وفي الوقت نفسه ترى مستوصفات ومستشفيات ومدارس برؤوس أموال سعودية مائة بالمائة أو شريك أجنبي، ثم لا يجد أبناء الوطن حظهم ونصيبهم فيها بالشكل المرجو ! وقبل الختام الأمل معقود بنواصيه والخير في أمتي مازال وسيبقى ولكل مشكلة حل ولكل معضلة مفاتيح، لكن تحتاج من يتخذ القرار فينفذ للمصلحة العامة للوطن والمواطن وهذه هي الغاية والرجاء لكل ما يواجهه الجميع. وفي الختام دفاع رجال الأمن واستشهاد بعضهم ضد قطاع الطرق وسارقي الأموال والذود عن المواطنين في حرماتهم ومساجدهم وعند الحدود الجبلية والبرية والبحرية وجيشنا العظيم لهم منا الدعاء بأن يحفظهم بعينه التي لا تنام، وأن يجعل ما يبذلونه ويقدمونه من وقت وجهد ودماء وأرواح خالصا لوجهه الكريم، وأن يجزيهم عنا وعن المسلمين خير الجزاء، وأن يعز بهم الدين والوطن، ويحفظهم من كل مكروه ... آمين.