حطت عشرات الآلاف من الطيور المهاجرة في بحيرات صحراء الجزائر، الآتية من أوروبا في رحلتها السنوية بحثاً عن الدفء والعوامل المساعدة على التكاثر. وامتلأت بحيرات ولايات الصحراء من بسكرة إلى تمنراست، بطيور بدأت تحضر لأعشاشها. وتغطي أثناء تحليقها سماء المنطقة، في مشهد جميل يتكرر كل عام. ويقصد هواة الطبيعة والزوار والسياح الأجانب البحيرات لمتابعة تلك المناظر البديعة. وأفادت دائرة الغابات بوزارة الزراعة الجزائرية، بأن البحيرات الصحراوية استقبلت في المدة الأخيرة نحو 50 نوعاً من الطيور المهاجرة بينها 30 نوعاً من الطيور المائية من الشهرمان المألوف وبط أبو فروة وبط الحذف الشتوي وبط الشرشير المخطط والنحام الوردي (الفلامنغو) وأبو المغازل والغرة الأوراسية ودجاجة الماء وطير أحمر الساق وطير الغطاس والدقناش وأبو منجل اللماع، بالإضافة إلى أصناف الخطافة وبلشون القطعان ومرزة المستنقعات والقطقاط والبطة الحديدية والحمرواي والغراب الأسحم والنكات والدريجة عريضة المنقار وغيرها. وأوضحت الدائرة في بيان، أن عدد الطيور التي حطت بالبحيرات ومحيطها النباتي زاد على ما كان عليه في السنوات الماضية واعتبرت ذلك مؤشراً حيوياً للحالة الصحية للنظام البيئي القائم بهذه المناطق الرطبة، باعتبارها حلقة مهمة في التنوع البيولوجي المهدد بأخطار النشاطات المتزايدة للإنسان. ويقول محمد عباس، محافظ الغابات بولاية غرداية، إن المتخصصين في علم الطيور أحصوا نحو 6 آلاف طائر مهاجر غزت بحيرة سبخة المالح (800 كلم جنوبي العاصمة الجزائر)، وهي منطقة رطبة تضم أحراشاً تحيط بالمساحة المائية، صُنفت عام 2004 ضمن مناطق التراث الطبيعي العالمي. ويضيف: من بين الطيور التي حضرت أصناف مهددة بالانقراض مثل بط أبو فروة والبطة الحديدية، التي يتوجب حماية نوعيهما من خلال إجراءات بيئية مشددة، فضلاً عن آلاف الأنواع من الطيور الأخرى التي انتشرت على المسطحات المائية الصناعية، والتي تشكلت حديثاً من المياه المستعملة المعالجة. ويتوقع عباس أن يتضاعف عدد الطيور الوافدة بحسب تمدد هذه البحيرات ومحيطها النباتي، الذي سيغير معالم هذه المنطقة الواقعة في حضن الكثبان الرملية على مساحة مئات الكيلومترات المربعة، مشيراً إلى انتشار عشرات البحيرات الطبيعية والصناعية في صحراء الجزائر.