قال الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، إن أمن واستقرار اليمن هما ما تسعى وتعمل عليهما حكومته منذ اختطاف الدولة ونهب مقدراتها من قبل الانقلابيين الذين يعيشون الآن انهيارات متواصلة، أوصلتهم إلى حد اختطاف الأبرياء وتهديد الأسر، وأكد أن الدولة باسطة يديها على الدوام للسلام، فيما أكد نائبه رئيس الوزراء، خالد بحاح، الدور المهم للجامعة في التأثير على سلوك المجتمع والمساهمة بفاعلية في تطبيع الحياة ونشر قيم التعايش والتسامح، وكذلك دورها الرئيس في تسليح الجيل بالعلم ورفد المجتمع بالكوادر في مختلف المجالات والتخصصات العلمية. وفي التفاصيل، جاءت تصريحات هادي في اتصال تلقاه، أمس، من وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط توبياس الوود، بحثا فيه مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، ومنها ما يتصل بالمستجدات على الساحة اليمنية. وبحسب وكالة سبأ الرسمية، أشار الرئيس اليمني إلى جهود الدولة الداعية للسلام وعلى الدوام من خلال دعوتها ومشاركتها الجدية والصادقة في مشاورات الحوار عبر جنيف 1 وجنيف 2، التي برهنت من خلالها على عدم رغبة الميليشيا الانقلابية في وقف إراقة الدماء وتحقيق السلام من خلال تهربها من التزاماتها في تنفيذ القرارات الأممية، وآخرها القرار 2216 وما ينص عليه من مسؤوليات إنسانية وأخلاقية تجاه المدنيين العزل ورفع الحصار على بعض المدن خصوصاً مدينة تعز. وأكد الرئيس هادي أن الدولة باسطة يديها على الدوام للسلام الذي يأتي من منطلق مسؤولياتها تجاه أبناء الشعب اليمني، مشيداً بموقف المملكة المتحدة، وكذلك الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن ومساندتها ووقفوها إلى جانب الشعب اليمني في وجه الانقلابيين من خلال قرارات الشرعية الدولية ذات الصِّلة. من جانبه، عبر الوزير البريطاني عن تقديره لجهود الرئيس هادي الرامية إلى تحقيق الأمن والاستقرار الذي يستحقه الشعب اليمني الذي عانى الكثير خلال شهور مضت جراء الحرب التي فرضها الانقلابيون، متطلعاً إلى أن يسود السلام والاستقرار ربوع اليمن كافة. من ناحية أخرى، أكد بحاح الدور المهم للجامعة في التأثير على سلوك المجتمع والمساهمة بفاعلية في تطبيع الحياة ونشر قيم التعايش والتسامح. جاء ذلك، خلال لقائه، أمس، بالقائم بأعمال رئيس جامعة عدن الدكتور حسين باسلامة، لمناقشة العديد من القضايا والأمور المتعلقة بسير العمل في الجامعة. وثمن بحاح الجهود الكبيرة التي تبذلها قيادة جامعة عدن وكل الهيئة التدريسية والموظفين، مبدياً إعجابه باستمرارهم في العمل من أجل أن تبقى الجامعة في المسار الصحيح، على الرغم من كل الظروف والتحديات القائمة. وأشاد بحاح بجامعة عدن ومكانتها التاريخية ودورها الكبير في تخريج الكثير من الكوادر والدفعات المتميزة التي أسهمت في تنوير المجتمع، واستطاعت أن تكوّن حراكاً علمياً استفادت منه الأجيال على مر المراحل التي مرت بها الجامعة، متمنياً أن تعود الجامعة إلى أوج عطائها السابق، وأن تستعيد مسارها الريادي، وفق خطوات تصحيحية جادة خاصة في مثل هذه الظروف الصعبة التي ألمت بكل ربوع الوطن. وشدد على أهمية الأخذ بمبدأ التعيينات وفقاً للكفاءات والخبرات التي من شأنها أن تضيف للعملية التعليمية نقلة نوعية. وقال بحاح إن من صميم دور الحكومة الاهتمام بالجامعات في عموم الجمهورية، وانطلاقاً من جامعة عدن يجب العمل بجدية لانتشالها من الوضع الراهن، ووقف العبث الحاصل في كلياتها ومراكزها التعليمية، وضرورة وضع حد فاصل لعدم انجرارها خلف التجاذبات السياسية، وأن تبقى الجامعة بعيداً عن الصراعات الدامية التي تشهدها البلاد. وأضاف أن الحكومة تولي كل الجامعات وقطاع التعليم بشكل عام أهمية بالغة، لما يمثله من صمام أمان للمستقبل والمكان الذي يصنع فيه الغد وتتسلح فيه الأجيال بمختلف صنوف المعارف العلمية والإنسانية، إضافة إلى الجوانب التربوية والسلوكية والفكرية، التي تحفظ أبناءنا وشبابنا من الأفكار الدخيلة والتيارات المتطرفة. وأشار إلى الخصوصية التي تتميز بها الجامعة كونها تعتبر أول جامعة يمنية من خلال حضورها البارز والمهم في الساحة الأكاديمية والعلمية، داعياً مجلس أمناء جامعة عدن إلى ضرورة الإسراع للاجتماع وإيجاد الحلول المتاحة للمساهمة لإيجاد الميزانية العامة، التي بدورها ستدفع بعجلة الاستمرار والتحسين في مختلف الكليات والأقسام في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها مختلف القطاعات ومنها التعليمية.