بعد أن قدم معرض حول المعارض في الإمارات مشهدية متكاملة للفن الإماراتي، الذي أنتج خلال أربعة عقود خلت، والذي أتاح خلال عرضه في جناح الإمارات، ضمن المعرض الدولي للفنون في بينالي البندقية، في دورته السادسة والخمسين، فرصة الاطلاع على طبيعة تلك التجارب الإبداعية وسيرورتها التاريخية منذ بداياتها، وحتى وقتنا الراهن، يعود المعرض ليأتلف من جديد في الإمارات ليحط رحاله في مبنى الطبق الطائر في الشارقة، حيث يمتزج الفن والعمارة معاً، وليحمل، مرة أخرى، رؤية قيمة المعرض الشيخة حور القاسمي رئيس مؤسسة الشارقة للفنون في تعميق وتفعيل واقع الفن البصري، متيحاً الفرصة أمام الجمهور المحلي ليتعرف إلى مسارات الفن الإماراتي في أبعاده الجمالية والتاريخية والثقافية، وينظم المعرض بالتعاون مع مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان التي قامت بمهام المفوض الرسمي لجناح الدولة في بينالي البندقية 2015، بدعم من وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع. يفتح المعرض أبوابه ابتداءً من 13 فبراير/شباط، ويستمر على مدار ثلاثة أشهر، حيث يضم ما يزيد على 100 عمل فني تنتظم في سياق بصري يبرز غناها وتنوعها، ويعكس أنماطها وأساليبها التعبيرية المختلفة، حيث تتنوع الأعمال المشاركة ما بين الأعمال التجريدية، والنحت، والأعمال الكلاسيكية، والتصوير الفوتوغرافي والأعمال التركيبية التي أبدعها 15 فناناَ إماراتياً من رواد التشكيل في الدولة وهم أحمد الأنصاري، أحمد شريف، موسي الحليان، عبدالقادر الريس، عبدالله السعدي، محمد القصاب، محمد عبدالله بولحية، سالم جوهر، عبدالرحمن زينل، عبدالرحيم سالم، عبيد سرور، حسن شريف، محمد كاظم، الدكتورة نجاة مكي، الدكتور محمد يوسف. وقد رصدت الشيخة حور القاسمي الحراك الفني في إرهاصاته الأولى وفي تطوره وحراكه المتنامي، مستعينة بأرشيف جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، إلى جانب المطبوعات الفنية والصفحات الثقافية في الصحافة المحلية، وغير ذلك من البروشورات والألبومات، إضافة إلى زياراتها المكثفة إلى مراسم ومشاغل الفنانين، وذلك بغية تشكيل صورة متكاملة تعبر عن الفن الإماراتي، وتبرز ملامحه المتنوعة، وتعمل في الوقت نفسه على أن يكون المعرض بمثابة حالة مرجعية تحمل في نسيجها البعد التاريخي والمعاصر، وتشكل مهاداً نوعياً نستشرف من خلاله مستقبل الفن الإماراتي وآفاقه الممكنة.