اختتم بالأمس المؤتمر الخامس لإعداد المعلم بكلية التربية بجامعة أم القرى، بعد أن ناقش 68 بحثا وورقة عمل، بحضور عمداء كليات التربية ومديري التعليم بالمملكة، وتزامن ذلك مع فعاليات اللقاء التطويري الثاني لمديري التعليم المنعقد بمحافظة الجبيل، وسبق ذلك وسيلحقه الكثير من المؤتمرات العلمية حول المعلم الذي تتفق الآراء أنه الركيزة الأساس في العملية التعليمية، وتعقد لتطوير أدائه الكثير من المؤتمرات، ومع ذلك يظل أضعف حلقاتها. هذه عجالة حول فكرة المؤتمر أظنها لن تعجب كثيرين. إذ مع الاحترام المستحق لكل هذه الأبحاث والمؤتمرات العلمية حول المعلم، هناك نقطة أساس يتجاوزها كثيرون، تبدأ بسؤال كيف يصبح المعلم معلما؟ معظم الكليات الجامعية توجه طلبتها ممن يقل معدله التراكمي عما يتطلبه قسمه العلمي الملتحق به أساسا، سواء في العلوم التطبيقية أو النظرية، بالتحول لكلية التربية لأخذ دورة من 25 ساعة أكاديمية ليصحح معدله التراكمي ومن ثم يصبح معلما للتخصص الذي اختاره، أي أننا نختار الأسوأ في تخصصه فنقدم له مخرجا يتيح له التخرج من الجامعة ملتحقا بسلك التدريس، وفي كل دول العالم يتم اختيار المميزين علميا ليكونوا معلمين في تخصصاتهم، في كل دول العالم يتم اختيار الأعلى شهادة والأكثر خبرة للتدريس في المراحل الابتدائية، ولدينا يعاقب المعلم المهمل بنقله للمرحلة الابتدائية. ماذا ستفعل خمس وعشرون ساعة معتمدة أو حتى ثلاثون لتأهيل معلم يكون على عاتقه تخريج أجيال، لماذا ليس لدينا دراسات وتخصصات جامعية لتخريج معلم، توجد حاليا تخصصات محدودة كالتربية البدنية والخاصة ورياض الأطفال، ولا أعلم ما المانع أن تكون في كافة التخصصات النظرية والعلمية. بدون التوجه لتأسيس هذا المعلم منذ خطواته الأولى في مجال التعليم، فإن كل ما يبذل من جهد هو لتجميل الواجهة والديكور، إذ بعد تخرجه نضطر لأن نقدم له دورات إضافية لإعادة التأهيل والتدريب والتطوير، وهذه كلها، عدا أنها مضاعفة لتكاليف التعليم، لا تصح إلا لمن لديه تأسيس جيد في مهنته وتخصصه. المعلم الجيد لا يحتاج لمن يطوره، سيطور ذاته إذا ما كان إعداده الأساس جيدا، وإذا ما وجد التقدير الجيد والقياس الجيد لأداء عمله، يمكننا اصطناع عدة معايير لتطوير أداء المعلم، لكن يظل أفضل معيار جودة طلابه.