×
محافظة المنطقة الشرقية

إطلاق اسم راشد بن محمد على ذهبية سباق القدرة والتحمل

صورة الخبر

راهنت إيران كثيراً على جماعة الحوثي لتنوب عنها في مضيق باب المندب، الممر المائي الاستراتيجي للملاحة الدولية، وقد تمكنت الجماعة، مدعومة بقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح، من السيطرة على هذا المضيق بعد أيام قليلة من اجتياحها مدينة عدن في السادس والعشرين من مارس/آذار الماضي وإشعالها حرباً شاملة أفضت إلى مقتل وجرح الآلاف من الأبرياء. تعود رغبة إيران في التحكم في مضيق باب المندب إلى السنوات العشر الأخيرة عندما بدأت بإرسال سفن وقوارب مملوءة بالأسلحة إلى الحوثيين الذين خاضوا ست حروب (2004 2010) ضد نظام الرئيس السابق الذي عاد إلى التحالف مع خصومه بعد أن فقد ملكه عام 2011 بفعل احتجاجات شعبية. وكشفت الحكومة اليمنية خلال السنوات القليلة الماضية عن كثير من عمليات التهريب للأسلحة الإيرانية عن طريق ميناء ميدي في محافظة حجة، الواقعة في البحر الأحمر، الذي كان الحوثيون يصرون على الحصول عليه في إطار الأقاليم في الدولة الاتحادية. أكثر من ذلك، قدمت الحكومة اليمنية خلال السنوات الماضية العديد من الشبكات والخلايا التابعة للاستخبارات الإيرانية إلى القضاء، وحكم على العديد من أفراد هذه الشبكات بالسجن أعواماً مختلفة، قبل أن تفرج عنهم السلطات العام الماضي بعد أن بدأ نفوذ الحوثي يهيمن على الأوضاع في البلاد. دور إيران في اليمن لا يقل خطورة عما يحدث في بلدان عربية عدة، وقد دفعت التطورات الأخيرة التي يشهدها اليمن السلطات اليمنية قبل ثلاثة أيام، إلى إعلان قطع العلاقات الدبلوماسية مع طهران وطرد سفيرها في صنعاء، الذي كما تقول الحكومة، حوّل السفارة إلى مكان للعمليات العسكرية التي يشنها الحوثيون لتدمير الدولة اليمنية بأكملها. قدمت صنعاء خلال ما قبل انقلاب الحوثيين بسيطرتهم على صنعاء الكثير من الأدلة التي تثبت تورط طهران في إسقاط مدينة عمران، البوابة الشمالية للعاصمة صنعاء، إضافة إلى إسقاط المناطق المحيطة بها وفرض حصار شامل عليها. وأشار الرئيس هادي أكثر من مرة إلى أن خبراء عسكريين إيرانيين ومن حزب الله أداروا وأشرفوا بأنفسهم على رسم الخطط العسكرية التي قام بها الحوثيون لإسقاط العاصمة. وساهمت طهران بشكل نشط في تلميع الحوثيين وتقديم الدعم المالي والإعلامي لهم، وفتحت مكاتب لثلاث قنوات فضائية على الأقل في الضاحية الجنوبية لبيروت، ودعمتها بالخبرات الفنية والمالية، وهي المسيرة، والساحات وعدن لايف، التي كانت تتبع الحراك الجنوبي، لكنها حرفت خطها لمصلحتها عندما بدأ نائب الرئيس السابق علي سالم البيض بمغازلة إيران وإعلان استعداده للتحالف حتى مع الشيطان بهدف استعادة دولة الجنوب، قبل أن يفك الارتباط بطهران بعد أن تكشف دور إيران في الحرب الأخيرة. اليوم خسرت إيران معركتها التي خاضها الحوثيون نيابة عنها في باب المندب، وهي معركة ستكون لها تداعياتها في الفترة المقبلة، إذ إن عودة باب المندب وجزيرة ميون إلى حضن الشرعية اليمنية ستعيد حسابات طهران من جديد في اليمن، قد يكون من بينها التخلص من العبء الكبير الذي تحملته المتمثل في جماعة الحوثي التي ارتضت لنفسها أن تكون شوكة في الجسد اليمني. sadeqnasher8@gmail.com