يغرس التعصب الكروي أنيابه بين صفوف المشجعين في السعودية، وليس ثمة بوادر لتخفيف الاحتقان بين الجماهير في أحد أكثر دوريات كرة القدم في الوطن العربي جماهيرية. ويؤكد مختصون في القطاع الرياضي المحلي أن التعصب أثّر سلبا على نتائج المنتخب السعودي لكرة القدم في السنوات الأخيرة، وأن تأخر معالجته يزيد الأمور سوءا. ولعبت عوامل متعددة دورا في إذكاء نيران التعصب بين صفوف الجماهير، في وقت يحذر فيه مسؤول كبير في القطاع الرياضي السعودي مما وصفه بـ"الأثر الخطير" لظاهرة التعصب الكروي. ويضيف عضو مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم صلاح السقا للجزيرة نت أن التعصب الكروي "خطر على اللاعب والمدرب والمسؤول والجمهور الكروي عموما". ويحتل المنتخب السعودي المركز الـ55 في التصنيف العالمي للفيفا، وما زال "الأخضر" عاجزا عن التأهل إلى نهائيات كأس العالم منذ 2006، ومن ذلك العام أيضا لم يظفر بكأس القارة في اللعبة. المريح: التعصب مرض تحول إلى وباء يصعب السيطرة عليه(الجزيرة) اتهامات للإعلام وينحي عديدون باللائمة وراء انتشار ظاهرة التعصب إلى بعض العاملين في قطاع الإعلامي الرياضي، الذين يعملون على بث الكراهية بين صفوف الجماهير. ويذهب مسؤول التحرير في صحيفة النادي نعيم الحكيم إلى أن وجود إعلاميين "غير مختصين ولا محترفين ولا مهنيين" في الساحة الرياضية يعد عاملا رئيسيا في إشعال فتيل الأزمات بين الجماهير الكروية في المملكة. ولا يرى رئيس نادي العروبة مريح المريح "بوادر مشجعة" لتقويض ظاهرة التعصب الكروي على المدى المنظور، فهو يبدي استياءه لاستشراء التهكم باللاعبين والمسؤولين الكرويين عبر شبكات التواصل الاجتماعي. ويعتبر -في حديث للجزيرة نت- أن هناك من يعد الاستهزاء على نحو معينمزاحا، لكن هناك فرق كبير بينهما، مشددا على أن التهكم بلاعبي الأندية المنافسة ومسؤوليها أصبح "مثل المرض الذي تحول إلى وباء يصعب السيطرة عليه في ظل عدم وجود ضوابط مجتمعية وقوانين حازمة" لكبح ظاهرة التعصب الكروي. القحطاني: إذا كثرت أخطاء الحكام زاد التعصب الكروي (الجزيرة) التعصب الإلكتروني ودأب مشجعون خلال السنوات الأخيرة على التراشق عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وتنشر حسابات كثير من صفحات مجهولةمقاطع سلبية تنال من لاعبي ومسؤولي أندية منافسة. ووفقا لدراسة عن ظاهرة التعصب الرياضي داخل المجتمع السعودي، أفصح عنها مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني العام الماضي، فإن قرابة نصف الذين استطلعت الدراسة آراءهم اتهموا جماهير الفريق المنافس بالإساءة لفريقهم. بينما يرى 26% أن برامج الإعلام الرياضي تقف وراء الظاهرة، ونحو 24% يرون أن السبب يعود إلى انتقاء الحكام المتحيزين لتحكيم المباريات التي تشارك فيها الفرق التي يشجعونها. وهنا يؤكد الحكم الدولي مطرف القحطاني-الذي اعتزل الملاعب الكروية في 2012 نتيجة تعرضه لضغوط بسبب اتهامه بعدم الحياد في مباراة في الدوري المحلي- يؤكد للجزيرة نتأن الضغط النفسي الذي يتعرض له الحكم المحلي في الملاعب الكروية بات أمرا معتادا، وأن "الحكم جزء من منظومة العمل الكروي، وإذا لم يجد الجو الصحي كثرت أخطاؤه، وإذا كثرت أخطاؤه زاد التعصب". الروقي: المبالغة في خلع الألقاب الكبيرة على الأندية ساهم باشتعال التعصب (الجزيرة) ظاهرة الألقاب ويصف الإعلامي نايف الروقي خلع الألقاب الكبيرة على الأندية المحلية بالمبالغة التي أعمت الأعين عن الحقيقة التي عاشتها أنديتنا ولا تزال تعيشها منذ مطلع الألفية الجديدة. ويضيف للجزيرة نت أن كثيرا من وسائل الإعلام المحلية المقروءة والمسموعة لا تتورع عن إطلاق ألقاب أندية عالمية أو منتخبات على فرق معينة بدافع الميول تارة وإغاظة المنافسين تارة أخرى. بدوره يؤكد حارس فريق الهلال الكروي سابقا إبراهيم اليوسف للجزيرة نت أن "ضعف الوعي" يسهم في حرف التشجيع المناسب عن مساره المأمول، مشيرا إلى أن الدوري كان يشهد في السابق تنافسا قويا جدا ومع ذلك لم يكن هناك تعصب كما نرى اليوم.