بقلم : فهد بن أحمد الصالح يبقى التميز طموحاً لكل المتعاملين به أو معه وهذا هدف يسير في كل الاتجاهات، ومع التوسع المتسارع للجامعات السعودية سواء الحكومية او الأهلية فقد بقي التميز صفة لا يمكن ان نتفق على انه لكل الجامعات وليس ايضاً للأغلب منها والا كنا موطناً لمخرجات للتعليم العالي المتميزة التي نضاهي بها دول العالم، وهذا طموح او حلم ايجابي لن نخمد شعلته في انفسنا؛ لأنه ممكن التحقيق مع مزيد من الإيجابية والهم الوطني في ادارة العمل الجامعي والاستفادة الحقيقية من تجارب الجامعات الدولية التي اصبح السعي محموماً في التعامل معها وتوقيع اتفاقيات تعاون، نرجو ألا تكون للوهج الاعلامي فقط ونتأمل ان نرى نتائجها على الجيل المقبل الذي سيزاحم عشرات الآلاف من زملائه المبتعثين للجامعات المختلفة في معظم دول العالم عند عودتهم، وهل سيكون قصب السبق لخريج الجامعات المحلية او الأجنبية، ولذا سيبرز هنا أي الجامعات التي تعبر قيمة مضافة للخريج مثلما كانت ولا تزال جامعة الملك فهد للبترول والمعادن ذات مخرجات تتنافس على من يحمل شهادتها الوظائف وليس العكس وهي جامعة حكومية، واصبحت الجامعات السعودية الاخرى تقارن مخرجاتها بمخرجات جامعة البترول، ونرجو ان يستمر هذا التميز لان الكاسب الاول الوطن من تميز شبابه فهم عماد مستقبله وبناة نهضته وامله في تقدمه وازدهاره ولكن نتطلع الى ان يكون لدينا اكثر من جامعة حكومية متميزة حتى يزدهر المجال التنافسي في التعليم العالي وقد يكون هناك جائزة تقديرية لإذكاء تلك الروح وتقديرها عما قامت به. ومن جهة اخرى فان ثقافة الجامعات الأهلية جديدة على مجتمعنا، والموثوقية فيها اقل بكثير من موثوقية الجامعات الحكومية، وبحث اسباب ذلك قد تطول او تأخذ منحنى آخر لا نهدف له في هذا الطرح، ولكن يبرز في ظل هذا التصور جامعة فاقت الجامعات الخاصة والحكومية واصبح المتخرج فيها يحمل ميزة تنافسيه لا تقل عن الجامعة الحكومية المميزة التي اشرنا إليها ان لم تتفوق عليها؛ لأنها جامعة جادة وتركز في الجودة في التعليم والانضباط في السلوك، ومن يعرف احد طلابها او طالباتها ويعرف غيرهم سيعرف الفرق في الحالتين، وهي جامعة لا تعرف التعليم التقليدي؛ لأنها ليست كذلك في اسلوب ادارتها وكادرها الاكاديمي ولا في مخرجاتها او حتى في الطلبة والطالبات التي يجرى لهم مقابلة شخصية تفوق في دقتها وصعوبتها دقة وصعوبة امتحانات القدرات والتحصيل، او حتى الامتحان النهائي في مراحل التعليم العام لأنها مميزه ولا تصطفي الا المميزين من الخريجين ولذا يشعر طالبها بمزيد من الفخر عن غيره من طلاب الجامعات. وقد كان من اللافت للنظر انها الجامعة الوحيدة التي لا يأخذ طلابها اجازة في حال المطر او الغبار مثلما تتسابق عليه الجامعات الاخرى، وتجد فرق الخدمات المساندة تجند نفسها حتى في الساعات المتأخرة من الليل او لبزوغ الفجر كي تجعل البيئة التعليمية للطالب مثلما تركها وتزيل أي عراقيل من طريقه حتى يصل اليها؛ لأنها تدرك ان جدية التعليم تدفع لنا بخريج جاد متعلم منضبط، إضافة الى رفضها التقارير الطبية التي يستخدمها الطلاب الاخرون. هذا مع تقديم خدمة رائعة للإرشاد الطلابي سواء للمبتدئ او للدارس مع توفير مكتبة مركزية الكترونية نموذجيه يعود اليها الطلاب من اجل البحث والاعتماد على النفس في تحصيل المعلومة وقبل ان يتخرج طالبها تمكنه من اتمام برنامج تعاوني وتدريبي دقيق جداً ومتابعه بكل تفاصيله حتى تضمن مخرجاته بدقة. ولعل الشيء المفرح وهو دليل على الميزة التنافسية لخريج تلك الجامعة الجادة ان جميع خريجيها اصحاب دخول عالية جداً في سوق العمل ويتقلدون مناصب قياديه بدرجة سريعة وهي من الجامعات القليلة جداً التي يستقطب خريجها قبل ان يتخرج وبالذات لشركات القطاع الخاص وتجدهم موجودين قبل التخرج لإجراء المقابلات والسؤال عن المتميزين وان كانوا كثر لكي يحضوا ببعضهم، ومن افضل ما رأيت هو درجة الانتماء العالية جداً لطلابها ورغبتهم بالوفاء لها واعادة ما هم فيه من تميز الى جدية التعليم وعدم تقليديته ومواكبته لسوق العمل واحتياجاته. ختاماً: مجتمعنا وسوق العمل محتاج للجدية في التعليم والتركيز في الجودة وليس في الكم الهائل من عدد الجامعات الحكومية والأهلية كما ان تشجيع ودعم الجامعات الاهلية الجادة والابتعاث الداخلي عن طريقها افضل لنا من الابتعاث الخارجي وكلفته المرتفعة والسلوكيات التي يأتي بها ابناء وبنات هذا الوطن الكريم والشواهد كثيرة او تدعم تلك الجامعات بالابتعاث الداخلي للفتيات بالدرجة الاولى فليس من مصلحة للمجتمع ولهن بالابتعاث الدولي لان النتائج دون المأمول. نقلا عن الرياض