أفادت تقارير في ليبيا وتونس أمس، أن قوة من الجيش الليبي اعتقلت في مدينة مصراتة زعيم تنظيم «أنصار الشريعة» السلفي الجهادي سيف الله بن حسين الملقّب بـ «أبو عياض»، ومعه عدد من مساعديه التونسيين، في تطور لافت يشير في حال تأكده، إلى تعاون أمني ليبي غير مسبوق في ملاحقة مطلوبين من دول مجاورة. وترافق نبأ اعتقال «أبو عياض» الذي أكدته وكالة «الأنباء التونسية»، مع جدال في شأن تقارير أفادت عن مشاركة قوات أميركية في العملية، الأمر الذي نفته وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، مؤكدة «عدم مشاركة أي من قواتها» في عملية على الأراضي الليبية. من جهة أخرى، أكدت مصادر أمنية تونسية لـ «الحياة» نبأ اعتقال زعيم «أنصار الشريعة»، في حين لم تعلق السلطات الليبية أو وزارة الخارجية الأميركية على العملية، التي أعادت إلى الأذهان اعتقال نزيه الرقيعي (أبو أنس الليبي) المطلوب أميركياً ونقله إلى نيويورك لمحاكمته بتهمة التورط في الهجوم على السفارتين الأميركيتين في كينيا وتنزانيا. وتتهم واشنطن وتونس «أبو عياض» بالتورط في الهجوم على السفارة الأميركية في تونس (أيلول/سبتمبر 2012) حين أحرق متظاهرون سلفيون مقرها احتجاجاً على فيلم أميركي مسيء للإسلام. ونفى مجلس مصراتة المحلي وتنظيم «أنصار الشريعة» في تونس خبر القبض على «أبو عياض». واعتبر التنظيم في بيان أن النبأ يأتي في إطار «لعبة قذرة هدفها استدراج شباب التيار السلفي الجهادي إلى الرد». وأفادت تقارير في العاصمة الليبية أن «أبو عياض» اعتقل في مطار مصراتة خلال محاولته السفر إلى إسطنبول. ويتخوف التونسيون من ردود فعل عنيفة من اتباع «أبو عياض» على اعتقاله، خصوصاً مع ورود تهديدات باستهداف منشآت أمنية ومدنية لمناسبة رأس السنة. وأعلنت الحكومة التونسية في آب (أغسطس) الماضي، «أنصار الشريعة» تنظيماً إرهابياً على خلفية اغتيال النائب المعارض محمد البراهمي وأصدرت مذكرة اعتقال دولية ضد «أبو عياض» (48 سنة) الذي فرّ إلى ليبيا. وتتهم السلطات الجماعة بإدخال أسلحة مهربة من ليبيا إلى تونس وبالتخطيط «للانقضاض على الحكم بقوة السلاح» وإعلان «أول إمارة إسلامية في شمال أفريقيا». وسافر «أبو عياض» إلى بريطانيا ثم إلى أفغانستان حيث اشترك في معسكرات تدريب وقابل زعيم تنظيم «القاعدة» الراحل أسامة بن لادن في قندهار عام 2000. وأسس مع المدعو طارق المعروفي (الرجل الثاني في أنصار الشريعة) وحدة أسمياها «جماعة المقاتلين التونسيين» في جلال آباد. ويتهمهم البعض بالمشاركة في عملية اغتيال الزعيم الطاجيكي أحمد شاه مسعود عام 2001. وشارك «أبو عياض» في حرب أفغانستان، قبل أن يغادر إلى تركيا في عام 2003 حيث أُوقف وأُرسل إلى تونس، وحكمت عليه المحكمة العسكرية بالسجن 43 سنةً، ليخرج في عام 2011 ويؤسس تنظيم «أنصار الشريعة».