على الرغم من أنها تشهد فعاليات دورتها الـ16، فإن بطولة فزاع لليولة تأبى إلا أن تفاجئ جمهورها بجديد في كل حلقة، وهو ما شهدته أولى جولات النهائيات، التي أعلن نتيجتها مساء أول من أمس، مذيع برنامج الميدان مسلم العامري، بتأهل أول المستحقين للوصول إلى النهائيات وهو دلموك عبدالله حمدان. 10 بطولات في اليوم في حين كانت الأوقات الصباحية والنهارية، أول من أمس، لأسرة بطولات فزاع التراثية في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث مشغولة ببطولة الرماية بالسكتون، في ميدان الروية، جاء المساء لتكون الأسرة نفسها مشغولة بالإعداد لبطولة اليولة للكبار في قلعة الميدان بالقرية العالمية. هذه الآلية ليست فريدة أو نتاج يوم أو أيام معدودة فقط، بل يتصادف هذا المرة في توقيتات متكررة على مدار العام، وهو ما كان مثار تساؤل لـالإمارات اليوم، توجهت به إلى مديرة إدارة بطولات فزاع التراثية، سعاد إبراهيم درويش، التي أجابت: نستطيع أن ننظم 10 بطولات في اليوم الواحد. وتابعت: هنا أسرة بالمفهوم الحقيقي تقدر وتحب ما تقوم به من جهد وعمل لإنجاح بطولات فزاع، التي تبقى على موعد دائم مع حُسن التنظيم والإعداد الجيد، والدقة في تطبيق برامجها المختلفة. نصائحالبطل بعد غياب سنوات طويلة عاد حامل لقب واحدة من النسخ المبكرة لبطولة فزاع لليولة للكبار، خالد الحرسوسي، ليطل من جديد، ولكن هذه المرة ضيفاً على لجنة التحكيم، وليس يويلاً متنافساً على اللقب. الحرسوسي، الذي كان متميزاً في أدائه بمهارة الرمي، نصح المتسابقين بالتعامل الحذر مع هذه المهارة، وعدم الإفراط المجاني في استعراضها. وتابع موجهاً حديثه للمتسابق أحمد بن سعيد الحبسي: حينما يسقط سلاحك، لا تتعجل في التعويض، ولا تربك أداءك باللجوء المتكرر لمهارة الرمي. من جهة أخرى، اختتم فاضل المزروعي فقرته الفنية بأغنية قلبي الزير من كلمات سعيد الوالي المزروعي، وألحان أحمد المزروعي، بعد أن كان بدأ بأغنية أحب دبي، التي جاءت من كلمات محمد بن سيف الشيخ، وألحان فاضل المزروعي. فرادة التأهل جاءت في أن دلموك بعد أن برع في أداء فقرته التنافسية الأسبوع الماضي، واجتذب أداؤه التصويت الأكبر، قياساً بمتنافسه عبدالله العامري، غادر مطار دبي، ليصبح أول متسابق يصله قرار تأهله وهو خارج الدولة، دون أن يكون في قلعة الميدان. هذه الملابسات أضافت تشويقاً لأولى الحلقات التي تشهد إعلان هوية المتأهلين إلى نهائيات البطولة، بعد انتهاء مرحلة التصفيات الأولية التي شهدت تأهل اثنين فقط من كل مجموعة تضم خمسة متسابقين، في حين استهل الفنان فاضل المزروعي فقرته الفنية بأغنية أحب دبي. وضاعف من إثارة جولة، أول من أمس، التي استضافتها القرية العالمية في قلعة الميدان، استيعاب أغاني وألحان بطولة فزاع لليولة القديمة في الدورات السابقة، ليتم الاستعراض على أنغامها، بناءً على طلبات اليويلة المتأهلين أنفسهم. وأبدى المنافس عبدالله العامري، روحاً إيجابية في تقبّل النتيجة، مقدماً التهنئة لزميله دلموك، بعد أن أجاد المذيع واليويل عضو لجنة التحكيم السابق مسلم العامري، اللعب على أوتار التشويق قبيل إعلان هوية الفائز. تفاعل ورصدت الإمارات اليوم تفاعلاً كبيراً من الجمهور مع إعلان اسم المتسابق الأول في الجولة السادسة للبطولة، التي تأتي بمثابة ثانية الحلقات التأهيلية للنهائيات، وفيها يكون التباري بين متسابقين اثنين فقط، كل منهما سبق تأهله ضمن مجموعته، لينتزع البطاقة الوحيدة ليتأهل أحدهما. صاحب أغرب الأصفار، وهو الصفر الذي أخذ أوصافاً عدة، منها صفر التميز، صفر التأهل، الصفر المؤهل، وغيرها، أحمد سعيد الحبسي، من إمارة رأس الخيمة، كان هو الاسم الذي أشعل حماس الجمهور، ما يعني أن الحبسي ربما يكون على موعد آخر للتأهل بقرار جماهيري، بعد أن تفوّق على أربعة متنافسين، رغم تعرضه لعقوبة بسبب نزوله الميدان مصطحباً سيفاً إلى جانب سلاح اليولة، حصل على إثره على صفر من عضوي لجنة التحكيم، فضلاً عن وقوعه في أخطاء بالجملة في استعراضه السابق. الأمر تبدّل تماماً بالنسبة للحبسي هذه المرة، واتصف أداؤه بالهدوء، ونوّع بين اليولة الأرضية وفنونها المختلفة، واليولة العلوية، وانسجم مع موسيقى الأغنية المصاحبة، ليشكل أداء الحبسي لوحة جميلة. وكأن من يقدم يولته على الميدان شخصاً آخر بخلاف الحبسي في الدور الأول، راح اليويل يستعرض أيضاً مهارة قرع الجرس، بلجوئه إلى رمي السلاح بشكل رأسي لمسافة تفوق الـ20 متراً قبل أن يعاود تسلمه بخفة ورشاقة، في أربع محاولات جميعها ناجحة، لكنه أخفق في رمية خامسة أطاح فيها بالسلاح إلى خارج الميدان ليستقر في مدرجات الجمهور. هذا الخطأ كان بمثابة غلطة الشاطر بالنسبة للحبسي، الذي لم يخف رغبته رغم ذلك في الحصول على العلامة الكاملة من لجنة التحكيم التي خصمت منه أربع درجات كاملة، بسبب هذا الخطأ، دون الاعتبار لالتزامه الشديد وبراعته في الأداء بشكل لافت هذه المرة على الخشبة، وذلك بحصوله على 46 درجة فقط من مجموع 50 درجة، لكنها في كل الأحوال كانت كفيلة بطي تجربة الصفر التي وسمت استعراضه في مرحلة التصفيات. منافس عنيد ثاني المتسابقين وآخرهم في هذه الحلقة كان محمد بن طراف المنصوري، الذي أثبت أنه سيكون منافساً عنيداً بأدائه المتميز هو الآخر، في هذه الجولة، إذ قدم أداء متكاملاً ومنسجماً بشكل كبير مع إيقاع أغنية الميدان، لكن المساندة الجماهيرية بدت بشكل أقوى لمصلحة الحبسي، على الرغم من أن بن طراف تمكن من الحصول على كامل الدرجات المخصصة لمهارة الرمي، من خلال قرعه الجرس الذي يؤشر إلى وصول السلاح لمسافة 20 متراً في خمس مناسبات مختلفة، في حين وقع في خطأ سقوط السلاح في محاولة وحيدة. ورأت لجنة التحكيم أن مجمل أداء بن طراف يتفوّق على أداء الحبسي، لاسيما بسبب الخطورة التي سببها الأخير للجمهور بسلاحه الطائر، لذلك منحت بن طراف 47 درجة، لتكون كلمة حسم المتأهل في هذه الجولة بيد الجمهور خلال تصويته على مدار الأسبوع.