قال الممثّل وسام صليبا إنه وعلى الرغم من دراسته الإخراج والتمثيل، فإنه يجد نفسه ممثلا بالدرجة الأولى. وأضاف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «قد أقوم بالإخراج ولكن ليس الآن، فبرأيي أن الوقت ما زال مبكرا لذلك». وتابع: «الإخراج هو عصارة خبرة فنيّة كبيرة ولا يمكن ممارسته إلا بعد أن ننضج فنيّا. فعندما أصبح ملمّا بأمور عدة وأشعر بأنني صرت جاهزا، فإنني لن أتأخر عن إخراج فيلم سينمائي». وسام صليبا هو نجل الفنان اللبناني المعروف غسان صليبا، حيث طبّق المقولة المعروفة «هذا الشبل من ذاك الأسد». فما إن أطلّ في أول مشروع تمثيلي له، في مسلسل «أحمد وكريستينا» في رمضان الفائت، حتى حصد النجاح لأدائه وحضوره الطاغيين. وعندما تابعه المشاهد في برنامج «ديو المشاهير»، لاقى دعما ومساندة من شريحة لا يستهان بها من المشاهدين. فقد كرّسه هذا البرنامج فنانا من رأسه حتى أخمص قدميه، لا سيما أن جمهورا واسعا يقف وراءه، ويكنّ له الإعجاب الكبير كما تشير نسبة التصويت التي يحظى بها بعد كل أغنية يقدّمها. «لقد تفاجأت بهذا الكمّ من الدعم الذي تلقّيته من المشاهدين، فلم أكن أملك أي فكرة عن الشعبية التي أتمتّع بها، وما زلت حتى الساعة لا أستوعب ذلك»، يقول وسام صليبا الذي يتمتّع بشعبية كبرى لا سيما من قبل الجنس اللطيف. ويضيف: «لست من النوع الذي تستهويه الشهرة، فما زلت أحبّ أن أتصرّف على طبيعتي، وسأبقى هكذا. فالشهرة ليست من أولوياتي رغم أنني قد أستخدمها وأستفيد منها في المهمّات الإنسانية والاجتماعية، التي أنا شغوف بها في حياتي اليومية عند أي فرصة تسنح لي». ورأى الممثل اللبناني الذي أكمل دراسته الجامعية في أميركا في أكاديمية «ستيلا ادلر استوديو» (USLA) فزوّدته بخبرة لا يستهان بها في مجال التمثيل أو الإخراج، أن النجاح هو بمثابة نعمة يتلقاها الفنان من ربّ العالمين، لذلك لا يجب التفريط بها، كما لا يجب أن تجعله يطير فلا تعود قدماه تطالان الأرض. وعما إذا كانت هذه الشعبية زوّدته بالثقة في النفس أجاب: «لقد زوّدتني بكل شيء جميل وإيجابي، والأهم أنها لم توقعني في فخ التكبّر أو (شوفة الحال)». وعن دور والده الفنان غسان صليبا في قناعاته هذه أجاب: «لولاه ما استطعت أن أكون وسام صليبا كما هو اليوم». وهل ستسير على خطاه في الغناء؟ يردّ: «ما أستطيع أن أؤكدّه هو أن (ديو المشاهير) لن يكون آخر محطاتي الغنائية، صحيح أنني لن أصل إلى نصف ما حقّقه والدي في هذا المجال، خصوصا في الغناء الشرقي، كون أدائي اللفظي يميل إلى الأجنبية أكثر، لكني أهوى الغناء خصوصا الغربي منه». وعن كيفية مشاركته في «ديو المشاهير» قال: «الأمور جرت بالصدفة، وقد تكون للعناية الإلهية يد في ذلك، كوني من الأشخاص الذين يهتمون كثيرا بمساعدة الجمعيات الإنسانية. وعندما عرض علي الموضوع وتلت علي رئيسة الإنتاج أسماء الجمعيات لأختار واحدة منها أدعمها في مشواري في البرنامج، اخترت (التحدّي)، كونها جمعية أعرفها تهتم بالفقراء وتحاول التخفيف من بؤسهم، من خلال مستوصفات ومراكز مساعدة ومدارس. فلم أتردد في اختيارها لا سيما أنني شغوف بالعمل الإنساني بالدرجة الأولى، وأنني على يقين بأن تعليم الفقير أو أي إنسان آخر من شأنه أن يبعده عن السقوط في الخطأ، فيقضي على مشكلة الجهل من جذورها. وبذلك يكون العلم بمثابة السلاح الذي يحميه من مطبّات الحياة». ولكن لماذا لم تدرس الطب وتمارس رسالة إنسانية نبيلة من خلال مهنتك؟ سألناه، فأجاب: «لأنني وبكل بساطة أحبّ الفن، فلا أستطيع العيش من دون تمثيل وموسيقى، رغم أنني أكنّ كل احترام للأطباء». وعن علاقته بالتلحين أوضح قائلا: «دائما أفكّر في هذا الموضوع، فشقيقي ملحن بارع، أما أنا فأحب التوزيع الموسيقي، وأتمنى أن أوفق يوما في هذا المجال لأنه ليس بالأمر السهل أبدا». وبالنسبة لتجربته التمثيلية الأولى في مسلسل «أحمد وكريستينا» قال: «أعتقد أنني كنت على مستوى المسؤولية التي أعطيت لي في هذا العمل الدرامي. الأمر الوحيد الذي كان صعبا بالنسبة لي هو أسلوب الكتابة الرائج في نصوص مسلسلاتنا، فكنت أضطر للارتجال أحيانا، وهذا الأمر تعلّمته من خلال دراستي الجامعية في أميركا، ولا يمكننا أن نقوم به دون قواعد معيّنة، كأن نعرف جيدا الشخصية التي نجسّدها والقصّة محور الموضوع». ويتابع: «الجميل في الأمر أن المخرج سمير حبشي لم يكن ينزعج مني، بل كان يتقبلني ويشجعني، وأنا على فكرة معجب بأسلوبه الإخراجي». ويرى وسام صليبا أنه في دروسه التطبيقية هناك على المسرح عاش مواقف مشابهة ولو في إطار أضخم، إن من ناحية عدد الممثلين المشاركين معه أو من ناحية الضغط خلال ممارسة العمل التمثيلي. أما الذي انتقده في أدائه كما يقول فيتعلّق بالتفاصيل المرتبطة بشكله الخارجي، كمشيته ووقفته أحيانا والتي كانت في المقابل تنسجم مع شخصية أحمد الضائع غير المستقّر عاطفيا. حاليا يلعب وسام صليبا دور البطولة في مسلسل جديد بعنوان «مثل القمر» مع ستيفاني صليبا (مقدمة برنامج تلفزيوني)، والذي سيعرض قريبا على شاشة «إم تي في». ويقول عنه: «هو مسلسل يختلف تماما عن (أحمد وكريستينا)، إذ ألعب فيه شخصية شاب لعوب لا يوفّر أي فرصة لتبذير أموال والديه، إلى حين التقائه بـ(قمر) بطلة المسلسل، فتنقلب حياته رأسا على عقب». يشارك في المسلسل الذي يخرجه نبيل لبّس مجموعة من الممثلين بينهم كاتيا كعدي ووفاء طربية وجهاد الأطرش ونيقولا مزهر وغيرهم. وعن الممثلين الذين يتمنى الوقوف أمامهم يوما ما قال: «أنا معجب بالممثل طوني عيسى وأيضا بجوزيف بونصار وأنطوان كرباج ووالدي بالطبع». وأضاف: «مع والدي قد أحب أن أجسد دور الشرير، فسيكون هناك نوع من التحدّي وأنا أقف أمامه والكثير من التشويق، إذ سنؤلّف معا ثنائيا متناقضا لافتا». وعن عدم خوضه تجربة التمثيل أو الإخراج العالمي لا سيما أنه عمل في هوليوود ودرس هناك قال: «هناك فرق شاسع بين الشهرة والاستمرارية. فلا يهمني أن أقتنص فرصة لأجني منها المال والشهرة، بل أن آخذ وقتي الكافي للقيام بأي خطوة مماثلة». وتابع في الموضوع نفسه ليقول: «هوليوود ليست هدفي رغم أنها صانعة أهم الأفلام السينمائية في العالم، لكنني لن أقف مكتوف اليدين أمام أي فرصة تأتيني من أي بلد كان، فأنا جاهز للالتحاق بحلمي أينما كان، وكذلك برسالتي الاجتماعية الإنسانية». ومن الأعمال الجديدة التي سنشاهده فيها مسلسل «اركض» الذي سيعرض على الصفحات الإلكترونية قريبا من ضمن أعمال الـ«web series» الرائجة في الآونة الأخيرة. ويقول عنه: «أنا متحمس جدا لهذا العمل، وهو كناية عن مسلسل يتناول واقعنا بكل بساطة كما هو ودون فلسفة. مدة كل حلقة منه 10 دقائق وسنبدأ في عرض 7 حلقات متتالية في الموسم الأول منه». أحلام وسام صليبا كثيرة، فهو يقول: «سأقدم على الإخراج عندما أصبح في الثلاثينات، وأفضل الأفلام الوثائقية لأنني أجدها تحمل رسالة أهم، كما أتمنى أن أقدّم في أدواري التمثيلية تنويعا يختلف ما بين الكوميديا العميقة والذكية والأدوار المركّبة الصعبة. كذلك أحب الغناء ما بين الشرقي والغربي على طريقة (Fusion)». ويختم: «منذ البداية كنت أعلم ماذا أريد من الفنّ، أما اليوم فصرت أعرف ماذا علي أن أفعل. فالفنان برأيي كمن لديه سلعة يرغب في بيعها، فهو يقطر فنّا في صوته وجسمه وأدائه وحضوره، وعليه أن يعرف كيف يقدّمها مجتمعة للناس فيحقق أحلامه مكللة بالنجاح».