الوجه الإنساني للازمة السورية لا يظهر في الحاضر المأساوي فحسب، ولكن في المستقبل المعلوم الذي يشكل الطفل السوري ابرز ملامحه، فالاهتمام بمستقبل الانسان السوري اصبح مسؤولية عربية واسلامية وعالمية وليس مسؤولية وطنية سورية، فوطن بشار الاسد هو من يعمل بكل وقاحة على حرمان الطفل السوري من بناء مستقبله العلمي، والمعارضة عاجزة ماليا وتربويا عن تشكيل المستقبل لأطفال سورية وحل تعقيداته، وداعش تريدهم ان يكونوا وقودها في حربها على سوريين.. اغلب مدارسنا الخاصة تتمتع بوفرة مالية وتسهيلات من الدولة بدون ان تحملها ضرائب او تدخلها في مشاركات وطنية مكلفة ماليا مثمما تفرضه بعض الدول على القطاع التعليمي الخاص.. فانطلاقا من ان التعليم رسالة اخلاقية وتربوية، قبل ان يكون مشروعا اقتصاديا، فعلينا البرهان عمليا على ذلك، فدولتنا الحبيبة وقفت مع الشعب السوري موقفا تاريخيا سواء على المستوى المادي او الاغاثي والسياسي والعسكري، من اجل ان يتجاوز ازمته الكارثية الى واقع يختاره بإرادة حرة بدون تدخلات انتهازية من جهات خارجية، واستكمالا لهذا الدور التاريخي نتطلع الى مؤسسات القطاع الخاص للمشاركة في هذا الواجب الديني والاخلاقي، فالنظر الى مستقبل اطفال سورية لن يكن سوى اختبار إلهي من رب رحيم "اختبار غنيّنا بضعيفنا" فمدارسنا الخاصة امامها مسؤولية دينية تجاه الاشقاء السوريين واطفالهم، فالمطلوب من كبريات المدارس الخاصة لدينا ان تتقدم للجهات الاغاثية في المملكة مثل مركز الملك سلمان للإغاثة والرعاية الانسانية بمشروع كفالة الطلاب السوريين تعليميا، فكل الظروف اليوم مهيأة امامها للقيام بهذا الدور الانساني، المال والخبرة التعليمية والتربوية، ونقاء الموقف وسلامة المقاصد والاهداف.. كذلك هناك اقتراح نقدمه لوزير تعليمنا الوالد والخبير التربوي الكبير، ان يوجه بتخصيص احدى قنوات التعليم العالي لخدمة اطفال سورية تعليميا وتربويا، خاصة وانه يوجد الكثير من السوريين والسعوديين التربويين الذين لديهم الحماس في المشاركة في هذه القناة التي سوف تتعهد بتقديم المادة التعليمية لأبناء سورية، ونقل رسالتهم لكل شعوب العالم، فمأساة سورية وضعتنا امام تحديات كبيرة، والطفل السوري ومستقبله هما اكبر هذه التحديات، فحضارة لا تعرف ان تنهي مأساة طفل وانتشاله من براثن الجهل والتشرد والجريمة لن تكون حضارة حياة ووجود، بل حضارة نصوص تاريخية تعمق الازمة ولا تحلها.. مدارسنا الخاصة نريد منها ان ترفع رسالتنا الحضارية كدولة ومجتمع يبني المستقبل لكل طفل عربي شاهد مدرسته تتحول الى ركام امام عينيه، الأمة الكبيرة تُعرف في الازمات وتاريخها يقرأ من خلال مواقفها الحالية، وطريقة ابتكار الحلول للكوارث التعجيزية، فقد شاهدنا جميع مبادرات الامم المتحدة الخاصة بالطفل السوري تقف عاجزة عن توفير فصل دراسي لأطفال سورية، فإن فتحت فصلا دراسيا جديدا في الملاجئ اغلقت فصلا دراسيا آخر قائما للغرض ذاته، فأطفال سورية هم ابني وابنك ومستقبلي ومستقبلك. mutlq12@yahoo.com لمراسلة الكاتب: malmutairi@alriyadh.net