من تابع مراسم تشييع ضحايا الهجوم الإرهابي على مسجد الإمام الرضا بحي محاسن في محافظة الأحساء السعودية، يدرك تماماً، أن تنظيم داعش الإرهابي فشل في تحقيق مآربه وأهدافه من وراء هذا الاعتداء البغيض، بتفتيت اللحمة الوطنية التي تجلت خلال التشييع بأقصى درجاتها بين أطياف المجتمع على مستوى المنطقة الشرقية في المملكة، في مشهد صنعه أبناء الوطن على اختلاف مذاهبهم، عندما تسابقت قلوبهم قبل أكفهم لتسهم في حمل نعوش الضحايا، بحضور عدد كبير من المشايخ والأعيان والوجهاء والمشيعين الذين حضروا من أكثر من مدينة وبلدة، رافعين لافتات تدعو لتكاتف الجميع ليصبحوا يداً واحدة تضرب الإرهاب وتدحره عن وطنهم. القيادة السعودية الحكيمة بدورها، أكدت تضامنها مع أهالي الشهداء، من خلال زيارة ولي العهد الأمير محمد بن نايف إلى جانب أمراء آخرين، لتعزيتهم ومواساتهم في فقد أبنائهم، وتفقد جرحاهم في المشافي، ما كان له أثر واضح في تخفيف آلام ذوي الشهداء وأحزانهم في موقف لا يحسدون عليه. بالطبع لا يختلف اثنان على أن التفجير الإرهابي في الأحساء، كسابقاته، عمل دنيء، لا يمت للإسلام بأي صلة، ويراد منه نشر الفتنة بين أبناء المجتمع والحي الواحد وضرب الوحدة الوطنية والاستقرار في السعودية، وهو بالتأكيد محاولة فاشلة زادت المواطنين تماسكاً وتلاحماً وترابطاً حول قيادتهم الرشيدة، التي تشاطرت الأحزان والآلام مع ذوي الشهداء والجرحى وتلاحمت مع أبناء الوطن في وجه الأشرار الذين باعوا ضمائرهم لشياطينهم وأقدموا على ارتكاب فعلتهم الشنيعة ، سعياً منهم لتمرير نواياهم الخبيثة بإشعال نار الطائفية البغيضة. أثبت السعوديون أنهم يستطيعون تحقيق أروع الانتصارات على مخططات الإرهاب والفتنة، بعد كل هذه الجرائم الآثمة التي حاولت النيل من تلاحمهم الرائع، بإدراكهم أن وحدتهم هي السبيل الوحيد لردع تلك الزمرة الحاقدة، التي لا تريد الخير لبلادهم، ولا تريد إلا تعطيل تطوره بإشاعة الفتن والأزمات بين صفوف أبنائه، الملتفين حول قيادتهم الحكيمة المصرّة على محاربة الإرهاب واجتثاثه، أينما كان وحيثما وجد. لقد فشلت ظاهرة الإرهاب في تحقيق مآربها الدنيئة في السعودية، كما فشلت من قبل في البحرين والكويت، على الرغم من اعتداءاتها المتكررة، نظراً لرفضها من قبل كل المواطنين الشرفاء الموالين لقيادتهم الحكيمة، والذين يمثلون عيون أمن ساهرة على استقرار وطنهم، كما هو الحال مع جنوده وعناصر أمنه، الذين يسطّرون بجهودهم الجبارة أروع الأمثلة في البطولة والتضحية والفداء وهم يلاحقون الخارجين عن الدين والملة، للقصاص منهم ومن إرهابهم البغيض، وتقديمهم للعدالة. سيبقى الأمن علامة فارقة للمملكة بين شعوب العالم ودوله، ويخطئ من يظن أن بإمكان حفنة من شذاذ الآفاق وبعملياتهم الإجرامية أن يؤثروا في وحدتها وتماسكها وإصرارها على اقتلاع الإرهاب من جذوره، فالقيادة السعودية ماضية باستخدام قبضتها الحديدية لضرب وملاحقة أولئك المجرمين، واجتثاث ظاهرتهم المرفوضة من العالم أجمع. ستبقى الأحساء آمنة ومستقرة وهادئة، كما كانت مميزة بتعايشها وتسامحها وانسجامها الاجتماعي وأمنها وأصالتها وعراقتها عبر عصور التاريخ، وستظل معروفة بهذه السمات والخصال رغم أنف الحاقدين، الذين حاولوا خدش أمنها، والتلاعب باستقرارها، كما حاولوا من قبل في مواقع أخرى وبأجندات خارجية غايتها إثارة الفتنة فيها ، ليتسنى لهم تمرير مخططاتهم التخريبية وبث أفكارهم الهدامة. S2222s22s@hotmail.com