×
محافظة المنطقة الشرقية

مرايا ثقافية

صورة الخبر

وديع عواودة-حيفا بعد كشف حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن مواصلة حفر وبناء الأنفاق العسكرية، يتصاعد الخوف في المستوطنات المجاورة لقطاع غزة،والجدل حول كيفية الرد عليها. وفي ظل انتقادات للحكومة، يحاول جيش الاحتلال تطمينسكان المستوطنات الـ35 المجاورة للقطاع. ويقول الناطق بلسان جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي -ردا على سؤال للجزيرة نت- إنه تم إبلاغ المستوطنين بأن حماس شرعت بحفر وبناء الأنفاق، واكتفى بالقول إن الجيش أبلغهم بأن إسرائيل تعي مخاطر الأنفاق، وتكرس موارد لاكتشافها رغم عدم وجود آلية ناجعة لتحقيق ذلك بنسبة 100%. ويرى المعلق العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت" أليكس فيشمان أن إسرائيل تسابق الزمن من أجل إنجاز معيقات باطنية تحول دون بلوغ الأنفاق المستوطنات، ويضيف أن الكونغرس الأميركي صادق على منح تل أبيب 120 مليون دولار لاستكمال عملية بناء نظام تكنولوجي لاكتشاف الأنفاق. ونبه إلى أن الحكومة تواجه ضغوطا كبيرة من قبل الإسرائيليين في المستوطنات المجاورة لغزة جراء الخوف من الأنفاق، ويقول المتحدث نفسه إن حركة حماس في "سباق مع الزمن" لاستكمال بناء الأنفاق، وإنها أنهت استعداداتها لمواجهة عسكرية أخرى مع إسرائيل ومباغتتها بمفاجأة جديدة. بن يشاري: الحربلن تنشبمجددا بغزة بسبب الأنفاق بل الحصار (الجزيرة) قطاران متصادمان ويحذر فيشمان من أن غزة وإسرائيل اليوم كقطارين يتجهان للصدام، ومن المرجح أن ينفجر الوضع خلال شهور وربما يتدهور الطرفان نحو حرب لا يرغبان فيها. ويتابع "هذا شبه مؤكد، لا سيما أن هناك جهات في إسرائيل تستغل الأنفاق وحالة الهلع بغية كسب نقاط سياسية، ما يعني زيادة احتمالات الانزلاق إلى حرب". ويعتقد المعلق العسكري الإسرائيلي ورون بن يشاي أن المواجهة العسكرية مع غزة مسألة وقت، ويقول للجزيرة نت إن عدم وقوعها العام الحالي سيكون أعجوبة. لكن بن يشاي -الذي لا يقلل من خطورة الأنفاق- يرى أن هذا العنصر سبب ثانوي في نشوب حرب جديدة، مشددا على خطورة استمرار حصار غزة، ويعتبر تخليص أهالي غزة من "القفص" مصلحة إسرائيلية، ويساهم بمنع تراكم اليأس وبالتالي الانفجار الحتمي. فزع المستوطنين وفي سياق متصل، يستمر سكان المستوطنات المقابلة لغزة في التعبير عن فزعهم لسماعهم أصوات حفر في باطن الأرض أسفل منازلهم. وتقول الإسرائيلية أفيفة فولد من مستوطنة "ناتيف هعساراه" لإذاعة الجيش اليوم إنها وكل المستوطنين مسكونون بهاجس أن يخرج مقاتلو حماس من الأنفاق في ساحات بيوتهم، وأولادهم يلهون فيها. ويوافقها الرأي المستوطن المزارع شايكا شاكيد، والذي يعتقد بأن الأنفاق تحفر أسفل بيته ومزرعته لكنه لا يعرف إلى أين تقود، ويضيف للإذاعة ذاتها "المدنيون هنا يبيتون والسكاكين تحت مخداتهم تحسبا لمهاجمتهم وهم من سيسدد الثمن القاسي جدا". وقد وصل أعضاء ما يعرف بلجنة "مراقبة الدولة" برئاسة عضو الكنيست كارين الهارار لما يسمى "مستوطنات غلاف غزة" أمس الاثنين، وقاموا بجولة ميدانية للاطلاع على مخاوف السكان من الأنفاق. 4492645200001 36267f18-e59b-46fd-abb4-94682293d156 043ba2e0-65f0-451b-b485-97bcde3c6d9e video خطر إستراتيجي وحمل زميل الهارار في الحزب والبرلمان على الحكومة، وقال حاييم يالين في البرلمان (الموساد) اليوم إنها مترددة ولا تفعل شيئا لمهاجمة أنفاق غزة، أو بناء ما يحول دون بلوغها المستوطنات. وتابع "الأنفاق تهديد تكتيكي ومن شأنه أن يتحول لإستراتيجي، ويحظر علينا إهمال سكان المستوطنات المجاورة للقطاع بسبب فقدان سياسة واضحة للحكومة". كما حمل رئيس المعارضة يتسحاق هرتسوغ على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وقال إنه يثبت مجددا أنه ليس قائدا بل هو تابع. ويدلل هرتسوغ -الذي يزايد على نتنياهو بتصريحات أكثر تشددا- على ما يعتبره ضعف رئيس الحكومة بالقول إنه بدلا من ضرب "الإرهاب" بالمبادرة فإنه ينتظر بأن تتعرض المستوطنات للهجوم. يُشار إلى أن أنفاق غزة كانت إحدى أهم المفاجآت التي استخدمتها المقاومة إبان العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع، واعتبرها معلقون إسرائيليون بارزون دليلا على تفوق المقاومة وإبداعها مقابل ما يصفوه بـ "الجمود الفكري" الملازم للجيش.