يعتقد كثر من متابعي الشأن المعلوماتي، أنّ شبكات الـ «سوشال ميديا» لا تلغي الوسائل الإعلاميّة التقليديّة، خصوصاً صحافة الورق. إذ يشيرون إلى أن المحتوى الإعلامي ينمو مع انتشار الـ «سوشال ميديا»، وكذلك الحال بالنسبة الى الإعلانات. وكثيراً ما يُنظر إلى شبكات التواصل الاجتماعي على الإنترنت، بوصفها شيئاً يتناسب مع سعي صحافة الورق الى التواصل والتفاعل المستمرّين مع القرّاء، بطريقة غير تقليديّة. وينبّه بعض الخبراء إلى أن انتشار الصحف عبر شبكات الـ «سوشال ميديا» يساهم في تعزيز صورة تلك الصحف أمام قرّائها، ويُظهر اهتمامها بالحداثة والتطور والتكنولوجيا الإلكترونيّة. وكذلك تنسجم الصورة عينها مع سعي صحافة الورق الى الوصول إلى الأجيال الشابة التي باتت أيديها تتداول النصوص القصيرة باستمرار، وتعتبرها أداة أساسية للتواصل في الحياة اليومية. وبديهي القول إن هناك من لفت إلى قدرة النصوص القصيرة في موقع «تويتر» على تجاوز حدود الجغرافيا، ما يعطي الصحافة فرصة ضخمة للوصول إلى جمهور متوزّع على دول عدّة. إذاً، تعتمد صحافة المواطن على تطوّع أفراد لأداء دور إعلامي، عبر استخدام شبكات اجتماعيّة متمدّدة أصلاً في الفضاء الافتراضي الرقمي الذي يحتضن ظاهرة «صحافة المواطن» (أيضاً بوصفها جزءاً من ظاهرة «الإعلام العام الجديد» New Mass Media ) في المجتمعات المعاصرة. وفي شكل عام، يستفيد «المواطن الصحافي» من شبكات التواصل الاجتماعي، أكثر مما يفعل عندما تخصّص وسائل إعلام كبرى مساحات تعرض محتوى صحافة المواطن، وهو أمر بات شائعاً في مؤسّسات الإعلام العام. وبفضل شبكات الـ «سوشال ميديا»، تحوّلت الشبكة العنكبوتية إلى منابر لعرض مواد إخبارية ومقاطع مصوّرة، تنقل الحوادث لحظة وقوعها. وظهرت تجارب عن هذا الأمر تمتدّ من «تسونامي» جنوب شرقي آسيا في أواخر 2004، إلى أشرطة المواطنين في حراك «الربيع العربي»، بل تشمل حروبه المتمادية والمأسوية أيضاً. وظهرت أشكال عدة من «صحافة المواطن» الرقميّة، التي يعتبرها البعض من أنجح تجارب الصحافة الشعبية، خصوصاً عند مقارنتها مع نظيراتها في الوسيط الورقي.