في الوقت الذي يسود فيه الجدل والحوارات الحادة والاتهامات والتشكيكات في المصداقية وشرعية التمثيل في مفاوضات جنيف 3، منذ بدايتها الجمعة الماضية حتى الآن، فإن عجلة الإرهاب لا تتوقف، حيث التفجيرات التي هزت جنوب العاصمة دمشق في منطقة السيدة زينب، وراح ضحيتها العشرات من القتلى والجرحى، والتي أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنها وأنه يستهدف بها ضرب مفاوضات جنيف. إنه تحدٍّ كبير يفرض نفسه على مفاوضات جنيف ويجعل كل من فيها ينحون مشاكلهم وشروطهم وطلباتهم الشخصية، وينحون أيضاً اتهاماتهم بعضهم لبعض ، ويسعون لكسب الوقت والفرصة المتاحة بتجمعهم تحت سقف واحد للوصول إلى نتائج تضع الأقدام على طريق التسوية السياسية، ورغم أن المفاوضات في جنيف لا تبحث قضية الإرهاب، كما نوه بذلك المبعوث الأممي دي ميستورا، مشيرا إلى أن مناقشة الإرهاب محلها مجلس الأمن الدولي، إلا أن نجاح هذه المفاوضات سيشكل ضربة قوية لتنظيم داعش ولكل التنظيمات الإرهابية التي تسعى في سوريا خرابا وقتلا وتدميرا. خمسة أيام مضت من انطلاق المفاوضات في جنيف وحتى الآن لا توجد قائمة نهائية للمشاركين فيها، وذلك رغم تحذيرات الكثيرين بأنها قد تكون الفرصة الأخيرة للجميع ولسوريا الوطن، وربما للمنطقة بأكملها، لقد بات من الضروري والحتمي الاتفاق بين الجميع وبسرعة، فالخلافات تتفاقم بمرور الوقت والوطن ينتظر.