أعرب أهالي الشهداء الذين استشهدا في الهجوم الإرهابي بمسجد الرضا بحي المحاسن بالاحساء، يوم الجمعة، عن شكرهم لولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، وأمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الأمير بدر بن محمد بن جلوي آل سعود محافظ الأحساء على حضورهم لتعزيتهم ومواساتهم في فقد ابنائهم، واصفين أن زيارتهم خففت جراحهم، وأن هذا ليس بمستغرب عليهم، فقد عهدناهم يقفون مع المواطنين في السراء والضراء. وقال والد الشهيدين منصور الممتن: إن زيارة ولي العهد والأمير سعود تعكس مدى اهتمام القيادة الحكيمة وحرصهم على أبنائهم المواطنين، وأنا وجميع أبنائي فداء لهذا الوطن، وقيادتنا لها التصرف فيما تراه مناسبا، ومن أراد أن يسبب الزعزعة أو التخريب في هذا الوطن نقول له لن تستطيع، فنحن حزام ودرع هذا الوطن. وعن تلقي خبر استشهاد ابنه فؤاد وابن ابنه محمد فؤاد، يقول: لقد أحزنني هذا الخبر، ولكن هو في يد أرحم الراحمين، فالشهيد لديه 4 أولاد وبنت متزوجة منذ شهرين، وهو متقاعد من الحرس الوطني، وقد اشترى شقة بنظام تمليك وسدد قسطا منها وباقي جزء من المبلغ. وقال أخو الشهيد عايش البدر: نشكر حكومتنا الرشيدة على اهتمامها بشعبها، فحكومتنا الرشيدة ليس لديها تفرقة بين سني وشيعي، نعيش جيرانا بجانب بعض سنة وشيعة والبلد آمن، نذهب إلى أعمالنا وأسفارنا ونحن مطمئنون بأمن وامان، ونحن نرى حرص رجال الأمن وهم يحرسون مساجدنا وحسينياتنا وهذا من رشد حكومتنا الرشيدة وحرصهم، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين وولي العهد وولي ولي العهد، وهؤلاء ليس قصدهم الشيعة أو السنة، ولكن قصدهم الوطن، ونسأل الله أن يمنعه منهم ونحن مع الوطن في السراء والضراء. وذكر عبدالله العبدالله أخو الشهيد ماهر العبدالله أنه منذ سنتين والشهيد لديه هاجس أنه سوف يتوفى؛ بسبب أن لديه صديقا ملازما له توفي قبل عامين في حادث مروري، وكان الشهيد يشيد في الفترة الحالية منزلا في الأحساء، رغم أنه يملك منزلا في الرياض محل عمله، ولكنه كان يريد أن يتقاعد في أسرع وقت للجلوس مع الوالد وخدمته والاطمئنان على ابنائه بجانب والدي، وكان قليل الزيارة إلى الأحساء، لكن ورده اتصال من احد العاملين في المنزل الجديد يريد حضوره للاستشارة في بعض الامور، فحضر في الصباح إلى الأحساء وقصد المسجد بعد زيارة الوالد، وقدر الله إصابته في كتفه وفخذه الأيمن. وأشار الى أن الشهيد كان عمره 40 سنة، وهو من خريجي جامعة الملك فهد للبترول والمعادن تخصص ادارة أعمال، وكان يعمل في قطاع البنوك المصرفية لمدة 18 عاما، وكان يدرس الماجستير في إدارة الاعمال عن بعد. كما نعى طلاب مدرسة اليرموك المتوسطة بالمبرز فقيدهم الطالب محمد الممتن، واصفين شعوهم بأنهم فقدوا زميلا عزيزا عليهم، فقد عرف محمد بخفة دمه وبساطته مع الطلاب. وذكر الطالب احمد العلي أن محمدا كان شخصية محبوبة بين الطلاب، وكان يمتاز بالكوميديا ومحبة الطلاب له، فالطلاب يتجمعون حوله في فترة الفسحة لمحبتهم له. من جانب آخر، يشيع اهالي الاحساء اليوم الاثنين جثامين الشهداء الاربعة بعد استكمال إجرءات التسليم من قبل الجهات الحكومية بعد اجتماع اللجنة المنظمة لمراسم التشييع والعزاء. وأوضح عضو اللجنة حجي النجيدي انه سيتم استكمال إجراءات استلام الجثامين في تمام الساعة الثانية والنصف، وسيكون التشييع والدفن في مقبرة العيوني بالمبرز، واستقبال المعزين في صالة الاحساء بالمبرز، حيث تعمل اللجنة على تنظيم التشييع واستقبال المعزين والمساهمة مع المرور في تنطيم الحركة. من جهة اخرى، استنكر خطباء وأئمة محاسن بالمبرز حادثة التفجير في مسجد الرضا، وقال امام جامع المقهوي بمحاسن الشيخ محمد المقهوي: ان خطباء وأئمة محاسن يستنكرون التفجير الإرهابي الذي وقع ظهر يوم الجمعة في منطقة محاسن بمسجد الإمام الرضا، واعتبروا ما حدث فاجعة بحق محاسن وأهلها، ولا يوجد أي وصف له غير أنه عمل إرهابي لا يمت للإسلام بأي صلة. وإن هذا التفجير الدنيء يراد منه ضرب وحدتنا واستقرارنا، وبحمد الله ومنته يعد محاولة فاشلة مردودة على أصحابها، فما زادت هذه المحاولة الإرهابية المواطنين إلا تماسكا وتلاحما وترابطا حول قيادتهم الناصحة المخلصة.