المبادئ المتأرجحة والسياسات المتقلبة التي تنتهجها الحركات والأحزاب والتيارات المنضوية تحت لواء التبعية، وتقودها أطماع مكشوفة، وازدواجية في المصالح، دائما ما تواجه عجزا في استكمال خططها وأهدافها، إذا ما حاولت الخروج عن سياسة القطيع، وكشف الأقنعة، «حماس» الحركة الفلسطينية المقاومة تبعثرت أوراقها بعد أن خرجت عن جادة الصواب، وبدأت بالعمل على العودة إلى أحضان الحليف الإيراني عن طريق الوسيط اللبناني (حزب الله) والذي وعدها كذلك بترطيب علاقاتها مع نظام دمشق، وعندما رفضت طهران استقبال رئيس مكتبها السياسي أوفدت الحركة أحد أعضائها، ليقود مسار ترميم العلاقات، وإعادة فتح أبواب إيران أمام قادتها من جديد وكان لحزب الله الدور البارز في تحقيق هذا الهدف. أول معالم التغيير ظهرت في خطاب رئيس مكتبها السياسي مؤكدا فيه على خيار «الكفاح المسلح» واعتباره أن لا فائدة من المسار السياسي في إشارة إلى الرغبة في إعادة ترميم العلاقات مع نظام دمشق. حماس رفضت فرصة التفكير عما وقعت فيه من سياسة خاطئة، وانقيادها وراء أنظمة عملية وأخرى فاشية، عندما حاولت دول المنطقة تصحيح مسارها حتى لا تفقد تعاطف الشعوب، بصفتها حركة تقاوم الاحتلال الإسرائيلي بعيدا عن مستنقع طهران وحزب الله والتحالفات الإقليمية المشبوهة التي يرسمون لها، وتلك أخطاء جسيمة في حق الشعب الفلسطيني، ومقاومته الباسلة للاحتلال. لذلك الحركة مطالبة بإجراء مراجعة عميقة وعلنية لمواقفها السابقة، وفض كل ارتباط لا يخدم قضيتها الأساسية وقضية الشعب الفلسطيني المناضل.