لقد مرت مصر وشعبها بفترات عصيبة، وتخوفات مصحوبة بحذر وتأهب واستعداد تام، قبل ذكرى 25يناير، عندما تعالت وتهاتفت أصوات لجماعة الإخوان الإرهابية ومن في صفهم وعلى شاكلتهم، عبر كل وسائل التواصل الاجتماعي. مطالبةً الشعب المصري بالخروج والحشد والتظاهر من أجل التغيير وإزاحة الرئيس السيسي، بحجة أنه لم يعد يحظى بالشعبية السابقة التي أتت به لكرسي السلطة، على حد تعبير جماعة إخوة الشيطان ومن في صفوفهم ويحذو حذوهم. معتقدين أنه من الممكن لو خرجت الجماهير المصرية في ذكرى 25 يناير، بحشود كبيرة، لبات من السهل هز ثقة المصريين بالسيسي وسحب الجماهير الغفيرة التي انتخبته منه، وهذا ما يدلل ويؤكد أن جماعة الإخوان ذات الفكر الشيطاني تعيش في وطن منعزل غير الوطن ذاته الذي يعيش فيه ويتعايش معه المصريين. الجماعة الإخونجية إلى الآن ما زالت متمسكةً بخيوط وبصيص أمل يراودها من حين إلى آخر، أنه يمكن استغلال أي مناسبة تمر على مصر لصالحها، تنطلق منها لإثارة القلاقل والفوضى في الشارع المصري، ومن ثم يليها إحداث تغيير في القيادة السياسية، على حد تفكيرهم الساذج. لقد استطاع الرئيس السيسي، خلال مدة تقل عن العامين من توليه الرئاسة، أن يقدم لمصر ما قدمه غيره في سنوات طوال، والأهم من كل ذلك، أنه وضع مصر على طريق الاستقرار والتنمية، عندما أعاد التوازن في العلاقات بينها وبين محيطها العربي وعمقها الإفريقي الذي كانت العلاقة به مقطوعة لعدة سنوات مضت. كما استطاع السيسي أن يتعامل مع دول الغرب بسياسة قائمة على الندية والصداقة في آن واحد، ويؤسس لمشروعات مستقبلية وحيوية مهمة، كالمشروعات العقارية والاستثمارات في قطاع الطاقة، إضافة إلى الاستثمارات العربية والإنفاق على البرامج والمشروعات الاجتماعية. أما المشروع القومي الحيوي الأهم الذي قدمه السيسي لشعبه فهو مشروع قناة السويس الجديدة. ها هو الرئيس عبدالفتاح السيسي في أقل من عامين من حكمه لمصر، استطاع أن ينقل مصر نقلة نوعية، بعد أن أنقذها من براثن إخوان الشيطان، ليضعها على طريق التنمية الحقيقية التي ستجعل منها دولة حديثة العهد قوية تنافس كبرى دول العالم. لقد استطاع الشعب المصري الشقيق أن يلقن جماعة إخوان الشيطان درساً لن ينسوه، بعد ما باءت محاولاتهم ومطالباتهم بالفشل الذريع، للحشد والخروج في ذكرى 25 يناير من أجل الفوضى والمطالبة بتغيير الحكم. إن مصر بشعبها وكافة أجهزتها السيادية المعنية بحفظ أمن البلاد والعباد أثبتت للعالم أجمع أنها كانت قادرة وبثبات وعزيمة الرجال المخلصين وبكل رباطة جأش وحزم، أن تجتاز ذكرى 25 يناير، بأمن وأمان وسلام ومحبة متبادلة بين القيادة والشعب، والتي تحولت معها الذكرى لملحمة جديدة لحب القيادة، جدد الشعب المصري الشقيق فيها ثقته المعهودة في قيادته السياسية.