فرض لويس سواريز نفسه مجدداً رجل المناسبات الكبيرة، بعد تسجيله هدف الفوز لبرشلونة في مرمى أتلتيكو مدريد (2-1)، منافسه المباشر في الدوري الإسباني لكرة القدم، أول من أمس، على ملعب كامب نو. لم يكن الفريق الكاتالوني في أفضل حالاته في مواجهة فريق العاصمة، حيث كان الأخير الفريق الأفضل في الدقائق الـ20 الأولى، وتقدم بهدف لكوكي، لكن الأمور انقلبت لمصلحة أصحاب الذين سجلوا الهدفين على مدى ثماني دقائق منتصف الشوط الأول بواسطة ليونيل ميسي وسواريز، قبل أن يكمل أتلتيكو المباراة بـ10 لاعبين، ثم بتسعة. وساهم الفوز بانفراد برشلونة بالصدارة بفارق ثلاث نقاط عن أتلتيكو مدريد، علماً بأنه يملك مباراة مؤجلة أيضاً. ونجح سواريز، بفضل قوته البدنية، في السيطرة على الكرة وسط مراقبة أحد مدافعي أتلتيكو، قبل أن يسدد الكرة بين ساقي الحارس اوبلاك مانحاً الفوز لفريقه. ومنذ انضمامه الى صفوف برشلونة، في صفقة أثارت جدلاً واسعاً، خصوصاً أنها جاءت مباشرة بعد قيامه بعض مدافع منتخب إيطاليا، جورجي كيليني، خلال كأس العالم في البرازيل 2014، وإيقافه لمدة أربعة أشهر، نجح سواريز العضاض في أن يقول كلمته في المباريات الكبيرة لفريقه. فقد سجل الهدف الثاني المهم في مرمى يوفنتوس في نهائي دوري أبطال أوروبا في مايو الماضي، ليخرج فريقه فائزاً 3-1، ثم سجل ثنائية في مباراة الكلاسيكو، ليخرج فريقه فائزاً برباعية نظيفه ضد غريمه التقليدي ريال مدريد في عقر دار الأخير ملعب سانتياغو برنابيو في نوفمبر الماضي. وللمفارقة تغيرت المعادلة في مصلحة برشلونة في مواجهة أتلتيكو منذ انتقال سواريز إلى صفوفه، فقبل قدومه لم يتمكن برشلونة من التغلب على أتلتيكو في ست مباريات، أما بعد تعاقده مع برشلونة، فإن الأخير فاز في مبارياته الست الأخيرة ضد أتلتيكو، بينها المباراة الحاسمة التي منحت اللقب للفريق الكاتالوني الموسم الماضي على ملعب فيسنتي كالديرون. وبقي سواريز في ظل ميسي والبرازيلي نيمار خلال فترة إيقافه الموسم الماضي، لكنه بات أفضل هداف حالياً في البطولات الخمس الكبرى في أوروبا، بتسجيله 31 هدفاً في 32 مباراة هذا الموسم. وقال عنه مدربه لويس انريكه أعتقد بأنه كان لاعباً كاملاً حتى عندما كان في صفوف ليفربول، لكنه أصبح أفضل هنا في برشلونة. وأضاف يمنحنا لويس الكثير من الأمور، وجميعها إيجابية. وكان لسان حال مدرب اتلتيكو دييغو سيمويني مماثلاً بقوله إنه لاعب في غاية الأهمية بالنسبة إلى برشلونة، ولا شك في أن قدومه منح الفريق خيارات أكبر في خط الهجوم، خصوصاً من ناحية الاختراقات. إنه يملك ميزات مختلفة عن الآخرين، فهو قوي البنية، ورأس حربة حقيقي، ومهاجم كامل. منذ قدومه أحرز برشلونة خمسة ألقاب من أصل ستة، ومع تصدر فريقه الدوري المحلي، وبلوغ الدور نصف النهائي من مسابقة كأس إسبانيا، والدور الثاني من دوري أبطال أوروبا، يبدو سواريز مرشحاً لتكديس المزيد من الألقاب خلال مسيرته المظفرة.