×
محافظة المنطقة الشرقية

والد انتحاري مسجد الأحساء يكشف عن خطة ابنه يوم التفجير

صورة الخبر

لم يكن الانتحاري عبدالرحمن التويجري، الذي فجر نفسه في مسجد الرضا بالأحساء، الوحيد الذي تصطاده الفئة الضالة، وتستغل الثغرات الموجودة في شخصيته، بل كان أحد النماذج التي يعول عليها الإرهابيون في تنفيذ مآربهم الشيطانية، وأجندتهم الخارجية في محاولتهم الرخيصة لتمزيق الصف الوطني، وزعزعة الأمن في البلاد. وحسب التحليل النفسي الذي خص به «عكاظ» استشاري الطب النفسي الدكتور محمد الغامدي، متخذا شخصية التويجري أنموذجا، فإن شخصيات الإرهابيين المنفذة للتفجيرات تحمل في الغالب غموضا يرتبط بصفات السيكوباتية من ناحية، وعدم القدرة على تحديد الصالح من الضار من ناحية أخرى، بالإضافة إلى عنفوان الشباب الذي يتأثر بما يملى عليه، فينصاع ملبيا منفذا دون تمييز. وحدد الغامدي ملامح شخصية الانتحاري والخطوط العريضة التي تجسد صورته، لتخرج إلى العلن مرتدية حزاما ناسفا يقتلها قبل أن يبيد الآمنين سواء في المساجد أو في الشوارع. عبدالرحمن .. غامض سيكوباتي سهل الانقياد بناء الشخصية يرتبط بعدة عوامل منها التربية ومستوى التعليم والجانب الاجتماعي، فإنه يصعب تحديد صفاته الشخصية بشكل تحليلي، ولكن يبدو أن هناك ثغرات عديدة في بنائه قادته إلى الانخراط في السلوك الإرهابي والانضمام إلى الفئة الضالة. ولكن نستطيع أن نقول: من خلال تدقيق ملامح عبدالرحمن، تشير الدلائل إلى أنه شخصية شرسة، غامضة، هشة، مهزوزة، بقلب معقد، يؤمن بصحة قراراته وسلامتها، ولا يتقبل تخطئته أو انتقاد سلوكه، والشخصية الغامضة تتمتع عادة بصفات السيكوباتية، عدوانية، مضادة للمجتمع، وترى أن أفكارها وأعمالها صحيحة صائبة، حتى ولو مارست القتل وسفك للدماء، خصوصا بعد أن سهل تعبئته بمفاهيم وأفكار مضللة ومعتقدات شاذة. مفهوم الشخصية: يوجد أكثر من (50) تعريفا للشخصية، إلا أنه يمكن الاتفاق على بعض الخطوط العريضة التي تدور حولها مفاهيم الشخصية في إطارها. وبشكل عام فإن الشخصية «هي الأساليب الثابتة نسبيا للسلوك والسمات التي تميز الأفراد بعضهم عن البعض الآخر، كما تهتم بالتنظيم البنائي بالأساليب السلوكية التي ينتهجها الفرد، وتشمل مجموع التفاعلات بين الأنماط السلوكية والتغيرات الداخلية التي تحدث للفرد من جهة، والمثيرات الخارجية من جهة أخرى». العمر: 22 سنة سن عنفوان الشباب.. سهل الانقياد، يتميز بفكر مفتوح، ينقصه النضج، والخبرة، وعدم امتلاك القدرة على التحليل، وضعف الإحساس بالمسؤولية، ونقص في استشعار المفاهيم الإنسانية الصحيحة. الفئة الضالة استغلت هذه الثغرات الواضحة في شخصية عبدالرحمن، وباشرت تغذية عقله بالأفكار والعقائد الفاسدة، وتطويعه وبرمجته لتنفيذ أهدافهم بدقة دون عرضها على المنطق. وتبعا لذلك تمت السيطرة عليه بشكل كلي، لدرجة أن قراره أصبح بأيديهم، وصادروا الحد الأدنى من حقه في التردد حتى ولو كان الأمر متعلقا بإزهاق روحه من خلال ارتداء حزام ناسف ومباشرة تنفيذ العملية الإرهابية بكل ثقة. فائدة: التنشئة الاجتماعية السليمة هي التي تقوم على الاعتدال وتعزيز التوجهات الوسطية في الدين والابتعاد عن الخطاب الديني المتطرف، وإعطاء العلم الأولوية القصوى والعمل على بناء مجتمع يؤمن حياة نفسية سليمة لأبنائه قائمة على العدالة الاجتماعية والمساواة، وعدم التفرقة على أساس مذهبي أو عرقي أو طائفي، والاهتمام بجيل الأطفال والشباب لأنهم الفئة الأكثر تأثرا بالأفكار المتطرفة لقلة خبرتهم ونقص إدراكهم.