عواصم (وكالات) أكد المتحدث باسم الهيئة العليا للتفاوض المنبثقة عن المعارضة السورية أن وفد المجموعة الذي وصل إلى جنيف أمس، يريد اختبار جدية المجتمع الدولي في وعوده للشعب السوري وجدية النظام في تنفيذه للمستحقات الإنسانية، ليحدد إن كان سينضم إلى ممثلي نظام الأسد في محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة. فيما شدد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بقوله، إن على الرئيس الأسد أن يرحل إما عبر عملية سياسية أو يتم إبعاده بعمل عسكري على الأرض. ووسط ترحيب أميركي وبريطاني وفرنسي وألماني بقرار المعارضة الرئيسية المشاركة في «جنيف 3» مع تمسك باريس ولندن بانتقال سياسي، رفضت الخارجية الروسية أي شروط مسبقة، مؤكدة أن الوسيط الدولي ستيفان دي ميستورا سيجري محادثات غير مباشرة بين أطراف النزاع. من جهته، غادر صالح مسلم زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري والوفد المرافق له، جنيف بسبب عدم تلقيه دعوة للمشاركة في المباحثات، فيما أكد حزبه عدم التزامه بأي قرار يصدر عن الجولة خاصة وقف إطلاق النار. وقال المتحدث باسم الهيئة العليا للتفاوض رياض نعسان أغا إن الفريق الذي ذهب لجنيف يتألف من 17 شخصاً ويضم رياض حجاب رئيس الهيئة العليا، ويريد اختبار جدية المجتمع الدولي في وعوده للشعب السوري وجدية النظام في تنفيذه للمستحقات الإنسانية، مضيفاً «نريد أن نظهر أمام العالم جديتنا نحو المفاوضات لإيجاد حل سياسي» للأزمة. ومن بين مطالب الهيئة العليا للتفاوض أن يسمح النظام ومليشياته لقوافل المساعدات بدخول المناطق التي تحاصرها حيث يعيش الآلاف في ظروف صعبة ويموت العشرات جوعاً. وذكر أغا أن وفد المعارضة الذي يضم أيضاً أسعد الزعبي رئيس فريق التفاوض، لن يطالب بوقف تام للعمليات العسكرية لكنه سيدعو إلى «وقف قصف الأسواق والمستشفيات والمدارس بدون تمييز من النظام وداعميه الروس». وتابع المتحدث أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أعطى تأكيدات عبر الهاتف لقيادة هيئة التفاوض بأن واشنطن تدعم فترة انتقال سياسي مدعومة من الأمم المتحدة لا وجود فيها للأسد. وفي تصريحات منفصلة قبل التوجه إلى جنيف، قال الزعبي إن وفد المعارضة لن يشارك في أي مفاوضات قبل اتخاذ إجراءات تظهر حسن النوايا، مشدداً بالقول «محادثات جنيف لن تنجح ما لم تتخذ خطوات ملموسة». ورحب الغرب بقرار المعارضة السورية الانضمام إلى المفاوضات، فيما شدد وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند على أن المفاوضات يجب أن «تفضي إلى مرحلة انتقالية للسوريين». وقال كيري إنه «ينتظر أن يشارك الجانبان في هذه المفاوضات بحسن نية وأن يحققا تقدماً مبكراً وملموساً في الأيام المقبلة». وشدد نظيره الفرنسي لوران فابيوس على «ضرورة عدم استبعاد أي جانب» في المباحثات، التي يجب أن تشمل الجانب الإنساني والعملية الانتقالية السياسية. من جهته، قال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير «نحن إزاء مفاوضات صعبة وستكون هناك خيبات أمل»،مركزاً على أهمية تحقيق تقدم فعلي على الصعيد الإنساني. وأشاد شتاينماير بدور السعودية في إقناع أكبر كتلة سورية معارضة بالمشاركة في «جنيف 3». وفي وقت سابق أمس، أعلنت الخارجية الروسية أن الوزير سيرجي ونظيره الأميركي اتفقا خلال اتصال هاتفي على «تقييم التقدم المحرز» في المحادثات السورية التي انطلقت أمس بمشاورات بين دي ميستورا والوفد الحكومي بقيادة مندوب الأسد في نيويورك بشار الجعفري، بحلول 11 فبراير المقبل في مؤتمر اقترحته موسكو في ميونيخ. وكان دي ميستورا أعلن الليلة قبل الماضية، أنه يأمل في إجراء محادثات مع وفد المعارضة اليوم الأحد. وقال دي ميستورا «لديّ أسباب وجيهة للاعتقاد بأنهم يفكرون (وفد المعارضة) حقاً في ذلك بجدية شديدة...الأحد على الأرجح نبدأ المناقشة معهم من أجل المضي قدماً في المحادثات بين الأطراف السورية».