من جحيم المعاناة هربت أسرة الطفل محمد المصري من مدينتهم درعا في سوريا، تاركين خلفهم بيوتهم وأرضهم نحو الأراضي الألمانية ضمن أسراب المهاجرين السوريين، ليستقر بهم الحال في أحد المجمعات السكنية هناك. لم تتوقع أسرة المصري أن ابنهم سيكون حديث الصحافة الألمانية رغم عدم اكتمال عام على قدومهم للأراضي الألمانية، بيد أن الموهبة الفريدة التي يتمتع بها الطفل السوري جذبت اهتمام مدرب نادي فرانكفورت الألماني الشهير، بعد ان شاهده يمارس كرة القدم في أحد المجمعات السكنية التي تضم مهاجرين سوريين. ولأن أعين خبراء الكرة في ألمانيا تتفرس المواهب جيدا وتتنبأ بمستقبلها فقد قرر مدرب الفريق الألماني ضمه لفريق الناشئين، مطلقا عليه لقب (المعجزة القادمة) في الكرة الألمانية، وشدت موهبة الطفل الالماني اهتمام الصحافة الألمانية التي أفردت له مساحات واسعة عبر صفحاتها في أشهر الصحف والمجلات الرياضية. وتمكن مدرب الفريق بعد طلبات قدمها لإدارة الهجرة والجوازات هناك من استصدار قرار من الحكومة بمنح محمد الجنسية الألمانية، لكي يتم تحضيره للعب في منتخباتها، حيث تنبأ له الكثيرون بمستقبل مبهر، مكررا نجاحات لاعبين عرب في القارة العجوز.
