فقد قطاع الطاقة المتجددة ترتيبه ضمن أولويات التنمية لدى الكثير من دول العالم خلال الفترة القصيرة الماضية، تبعاً للضغوط التي تواجهها أسواق الطاقة العالمية والعقبات التي تحول دون توجيه المزيد من الاستثمارات إلى قطاع الطاقة المتجددة، بالإضافة إلى توفر مصادر طاقة رخيصة يدعم هذا الاتجاه، واللافت هنا أن كلاً من قطاع الطاقة المتجددة والتقليدية بحاجة إلى الابتكار والتطوير ، للحفاظ على الحدود المستهدفة من المنافسة على المستوى العالمي، بالإضافة إلى أهمية ذلك في الخروج من تذبذب المدخولات وزيادة الناتج القومي. تحديات أسواق الطاقة وكيفية تجاوزها ليست هي المشكلة الوحيدة فهناك الكثير من التحديات التي تتطلب تركيز الجهود لإيجاد الحلول المناسبة لها خلال الفترة المقبلة، وبالتالي لابد للدول المنتجة والمستهلكة للطاقة طرح المزيد من الابتكارات في مجالات أنظمة الطاقة الخضراء والنقل والذي يعتبر حاجة أساسية لجميع الناس، بالإضافة إلى أهمية الابتكار للتوصل إلى حلول صديقة للبيئة بدءاً من السيارات الكهربائية وصولاً إلى الطائرات الموفرة للوقود، وتعد ألمانيا أكثر الدول تقدماً في هذا المجال وتحقق إنجازات كبيرة في الآونة الأخيرة، حيث يبلغ نصيب ألمانيا من التجارة العالمية في مجال التكنولوجيا المستشرفة للمستقبل بنحو 17%، بالإضافة إلى ما تحققه من نجاحات على صعيد استخدام الطاقة المتجددة، كما أن ألمانيا تستحوذ على الترتيب الأول على المستوى العالمي في إنتاج التكنولوجيا الفائقة ذات العلاقة بإيجاد حلول مستقبلية لحياتنا اليومية تشمل الطاقة الصديقة للبيئة والرعاية الصحية والإنتاج المستمر. وليس جديدا القول إن ألمانيا أصبحت تقود العالم في مجال تكنولوجيا الطاقة المتجددة بالإضافة إلى تقدمها في القطاع الصناعي وتطوير كفاءة الإنتاج والاستهلاك على كثير من القطاعات الاقتصادية الرئيسية، فيما تشير التقارير المتداولة إلى أن انخفاض أسعار النفط لم تؤثر في حجم الاستثمار في الطاقة المتجددة ، وهناك مؤشرات بأن تصبح الطاقة الكهربائية المولدة من الألواح الشمسية على سبيل المثال رخيصة بقدر أسعار الكهرباء الناتجة من المصادر التقليدية وربما أقل، مع الإشارة هنا إلى أن التطورات التكنولوجية وتوفير التمويل، سيصب في صالح انخفاض الأسعار أكثر وبشكل خاص توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية ، نظرا لاعتمادها على التكنولوجيا أكثر من اعتمادها على الوقود، الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع الكفاءة وانخفاض الأسعار مع الزمن. وتعد حزمة التطورات ومدى الحاجات التي تتطلبها الحياة المدنية في المستقبل إلى اتخاذ التجربة الألمانية نموذجاً لتحقيق المزيد من التقدم والابتكار على مستوى إنتاج الطاقة وكفاءة الاستخدام، بعيداً عن مراقبة أسواق النفط والغاز العالمية وتوقعات تعافيها، مع التأكيد هنا أن لدى دول المنطقة الكثير من الإمكانات لاحتلال مواقع متقدمة على هذا الصعيد كونها مصدراً رئيسياً للطاقات على اختلافها، فيما تبقى الحاجة إلى خطط واضحة وطموحة بعيداً عن الإنفاق على قطاع الخدمات وغيرها من القطاعات التي لا ينطوي الاستثمار فيها على تحقيق طموحات استراتيجية طويلة المدى وتصلح لبناء قاعدة استثمارية قوية تؤمن النمو الاقتصادي في كافة الظروف. الإمارات نقلت مصادر عن الرئيس التنفيذي لمجموعة أو.إم.في النمساوية المتخصصة في الطاقة أن المجموعة تخطط لتوقيع اتفاق مع أبوظبي خلال الأيام القليلة القادمة للتنقيب عن النفط في الإمارة. وتمتلك شركة الاستثمارات البترولية الدولية (آيبيك) في أبوظبي نحو 25 في المئة من أو.إم.في. كما تخطط أو.إم.في أيضاً لبيع جزء من وحدة الغاز التابعة لها جاس كونيكت. السعودية قالت شركة أرامكو إنها في مرحلة متقدمة من المباحثات للاستثمار في مصافي نفط بالصين وإنها تجري أيضاً محادثات مع سي.إن.بي.سي وسينوبك بخصوص فرص استثمارية في قطاعات التكرير والتسويق والبتروكيماويات. وقال رئيس مجلس إدارة أرامكو ، قد تكون هناك فرص لمزيد من التوسع في ينبع بما في ذلك مصفاة ياسرف نفسها لبناء مراحل أخرى بعد بضع سنوات من التشغيل المربح وتحقيق إيرادات من المرحلة الأولى. وتم الافتتاح الرسمي لمصفاة شركة ينبع أرامكو سينوبيك للتكرير ياسرف المشروع المشترك بين أرامكو وسينوبك الصينية. وهي مشروع مشترك بين أرامكو وسينوبك الصينية، بنسبة 62.5% للأولى و37.5% للأخيرة. وتبلغ طاقتها التكريرية 400 ألف برميل يوميا حيث تركز على أنواع الوقود النظيفة ذات الجودة العالية المستخدمة في وسائل النقل. وبدأت التشغيل التجريبي مطلع العام الماضي، إذ قامت في يناير الماضي بشحن أول شحنة لها بنحو 300 ألف برميل من وقود الديزل النظيف.