اعتبر البطريرك الماروني بشارة الراعي، أن «التنظير في شأن الفراغ والتمديد لرئيس الجمهورية أمر معيب، وهو تجّن على الدستور والدولة». ودعا في عظة الأحد أمس إلى «احترام عزم رئيس الجمهوريّة ميشال سليمان على تسليم خلفه في الموعد الدستوري». وقدّر الراعي «رؤيّة الوزير السابق الشهيد محمد شطح للخروج من الأزمة الساسية الراهنة التي سلّمه إيّاها مكتوبة منذ أقل من أسبوع»، واتّهم «أعداء لبنان والاعتدال والحوار باغتياله». وقال: «دخل فرح الميلاد في حزن شديد باغتيال وجه سلامي محّب»، مشيراً إلى أن «اغتيال شطح ضربة قاسية للبنان وخسارة باغتيال شخصيّة لبنانيّة رفيعة». وقال: «في هذا الإطار لا يمكننا أن نتجاهل ما يجري ويا للأسف في طرابلس العزيزة. إن جولة العنف المتفجر ليلة (أول من) أمس بات ينذر بانكشاف أمني خطير، رغم خطة الانتشار التي تبذلها الأجهزة الأمنية مع الجيش مع ما يرافقها من توافق سياسي لتنفيذها. إن أخطر ما في الأمر هو عمليات القنص التي تشعل المدينة وتجعلها رهينة بيد قناص قد لا يكون لا من باب التبانة ولا من جبل محسن. يؤسفنا أن بيئتنا حاضنة لأسباب التفجر، ما يجعلها، في أكثر الأحيان ضحية سياستها الضيقة». ورأى الراعي انه «لا يمكن التفكير بالشرق الأوسط من دون مسيحيين. هم الذين يتأصلون كمواطنين أصيلين في حياة بلدانهم الاجتماعية والثقافية والدينية». وقال الراعي أمام المهنئين بالأعياد: «المطلوب من الشعب أن يعبر عن رأيه بحرية، لان من الضرورة على المسؤولين أن يدركوا أن هناك شعباً، وان القرار ليس مرتبطاً بشخص أو شخصين، بل هناك شعب يعيش ويدرك، وأن الأمر ليس متوقفاً على مذهبين مسلمين، الناس تعرف هذا الأمر، أي سني- شيعي، نحن المسيحيين موجودون في لبنان أيضاً ولنا دورنا التاريخي فيه وبنينا لبنان مع شركائنا، ولا يمكننا أن ننــسى الموارنة ودورهم، لذلك من الضرورة أن يعبر المجتمع عن رأيه ويؤكد وجوده». ورفض الراعي الكلام المتداول في الصالونات والاجتماعات وفي الصحافة عن الفراغ، وقال: «الفراغ أمر معيب، ونقول دائماً للنواب كرامتكم كمجلس نيابي تقتضي منكم ككتل نيابية أن تعبروا عن رأيكم وأن ترفضوا الكلام عن الفراغ، فالفراغ موت، إنها إهانة كبرى لكم كمجلس لبناني، لأننا لسنا أمواتاً، بل أحياء، كرامة النواب تدعوهم لاتخاذ موقف واضح وصريح رافض للفراغ، وللطلب من الإعلاميين وغير الإعلاميين رفض التداول بالفراغ في أحاديثهم ومن دون تنظير أو تخطيط، والتحدث عن السبل الآيلة للتعاطي مع الفراغ، الفراغ موت، يعني الدماء، ويعني أيضاً سقوط الهيكل بكامله، لذلك أناشد مجدداً المجلس النيابي لأخذ موقف اليوم وليس في الغد، ملتزمين النزول إلى المجلس لانتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية بالموعد المطلوب. وكان الراعي تلقى أمس اتصالاً هاتفياً من الرئيس أمين الجميل، وأجرى اتصالاً هاتفياً بالرئيس سعد الحريري معزياً بالوزير محمد شطح.