في ظل الاضطرابات السياسية التي تعيشها مصر والمنطقة العربية تشغل الدعاية السياسية وتطبيقاتها مجالا واسعا من نقاشات المتخصصين، حيث إن توظيف الأطراف المختلفة لآليات نفسية ودعائية لتوجيه الجماهير أصبح مقترنا بالخطاب السياسي لكل طرف. أحمد البحيري -وفي برنامجه على موقع يوتيوب- يحاول في حلقة جديدة تسليط الضوء على موضوع "عقلية القطيع" التي شغلت بال الباحثين النفسيين منذالحرب العالمية، حيث تفترض النظرية -وفق البحيري- أن البشر يميلون للتصرف وفق السائد دون تحمل عبء مخالفته، حيث يشعرهم هذا بنوع من الأمان النفسي. تطبيقات تلك النظرية متعددة وكذلك إثباتها، فقد أورد أحمد البحيري في حلقته تجارب نفسية تثبت جنوح البشر دوما للتصرف وفق ما يتصرف به القطيع، فحين يدخل شخص المصعد ثم يجد الناس تباعا يدخلون ويقفون بشكل محدد بخلاف ما يقف هو عليه توضح التجربة المصورة أن الشخص الخاضع للتجربة يغير سلوكه ونمطه ليتناسب مع هيئة البقية، في محاولة منه لتقليل أثر اختلافه عنهم. وكذلك أوردت الحلقة تجربة أخرى مثيرة، حيث يتعرض شخص لامتحان في مسألة ما منفردا، ثم يتعرض لامتحان آخر مع مجموعة أشخاص سيقومون بالحل بطريقة متفق عليها مسبقا، تقول التجربة إن الشخص في المرة الأولى قدم الحل بشكل صحيح، لكنه في المرة الثانية وجد نفسه مضطرا لئلا يتصرف خارج إطار المجموع الذي أدى الحل بشكل خاطئ. ينزع البحيري في حلقته إلى كون هذه النظرية راسخة في تطبيقات الأنظمة السياسية الفاشية،فأورد خطاب وزير دعاية هتلر في الحرب العالمية حيث دعا لحرب شاملة لا تبقي ولا تذر، وبين كيفية قبول الجماهير بها، وعلق البحيري أنه في حال سؤال هذه الجماهير فرادى بمدى رغبتها في حرب شاملة ربما ستكون الإجابات مختلفة. وفي نفس السياق، وضح البحيري تطبيقات للنظرية في سلوك النظام السياسي الحالي في مصر، بداية من التشويه الممنهج للرئيس مرسي من قبل الإعلام، أو حتى لاحقا في حشد الجمهور لتقبل أحكام الإعدام التي يحاول النظام تمريرها بحجج نفسية وسياسية وفق البحيري.