×
محافظة المنطقة الشرقية

«رحلة البر» رخصة هروب انتحاري مسجد الأحساء من أسرته

صورة الخبر

انتهى العام الميلادي وتنتهي معه السنة المالية لكثير من الشركات والبنوك، وتقوم بنشر قوائمها المالية موضحة الأرباح الهائلة التي تحققت، وتظهر بجوار هذه القوائم والأرباح كلمات رؤساء مجلس الإدارة وكلمات المديرين التنفيذيين متفاخرين بالجهد الذي بذلوه والمصاعب التي واجهتهم حتى تحققت هذه الأرباح، وتظهر كذلك المقالات والتحليلات في الصحف والإعلانات المدفوعة الأجر مشيدة بهذه الشركات والبنوك وبكفاءة إداراتها. والمتأمل في قيادات هذه المؤسسات يلحظ حجم الاستغفال عند عرض بعض هذه التقارير في اجتماعات الجمعيات العمومية للمساهمين لهذه الشركات، حيث يحاولون أن يبينوا للمساهمين البسطاء أنه لولا جهودهم وسهرهم وتعبهم لما تحققت هذه الأرباح، طالبين منهم الدعاء لهم والثناء على جهودهم الخيرة. ولكن المتأمل في حقيقة الوضع والناظر إليه نظرة منصفة ودقيقة يرى أن هذه الأرباح تحققت دون بذل عظيم الجهد أو دون كفاءة في التخطيط أو رسم السياسات الإدارية أو البيعية، إلى غير ذلك من الأمور المتعارف عليها في علم الإدارة، بل إن هذه الأرباح كانت ستتحقق بإدارة بسيطة وموظفين بسطاء، والسبب في تحقيق هذه المليارات من الأرباح يرجع إلى عدم وجود منافس لهذه الشركات والبنوك في الميدان، فقد خلا لها الجو فالسوق ملك لها وليس أمام المستهلك أو العميل المسكين إلا طرق باب هذه الشركات والبنوك إن أراد سلعة ما أو خدمة معينة ولا يوجد بديل أمامه، وهذا هو السبب في تحقيق هذه المؤسسات هذا الكم الهائل من الأرباح. بل إن هذه الأرباح كانت ستتحقق وبنفس الحجم حتى ولو كانت أبواب هذه المؤسسات مغلقة ويديرها مديروها من استراحاتهم الخاصة بهم. لذا فإن أردنا الحكم على كفاءة هؤلاء المديرين وكفاءة مؤسساتهم فعلينا فتح السوق للمنافسين الآخرين لنرى هل ستصمد هذه المؤسسات أم ستفر وتختفي من الميدان، عندها يمكننا الحكم على كفاءة ومقدرة هذه المؤسسات بكل وضوح وشفافية. وختاما آمل من هذه المؤسسات وقياداتها عدم التفاخر بإنجازات صنعها لهم ظرف المكان والزمان وحال السوق ولم تصنعه أيديهم.