تقع ميلانو بشكل استراتيجي عند مدخل شبه الجزيرة الإيطالية، وقد كانت المدينة مع منطقة لومباردي المحيطة بها موضع نزاعات مستمرة على مر القرون. تم تأسيس ميلانو عام 400 قبل الميلاد من قبل شعوب السلتيك، وقد غزاها الرومان في وقت لاحق وتم الإعلان عنها في نهاية المطاف عاصمة للإمبراطورية الرومانية الغربية عام 293 قبل الميلاد. في عام 1492 طالب الملك الفرنسي لويس الثاني عشر بميلانو، واستولى عليها من المرتزقة السويسريين الذين دافعوا عن المدينة. بعد ذلك بثلاثين عاماً سقطت المدينة بأيدي أسرة هابسبورغ الحاكمة في النمسا، وقد تعاقب الفرنسيون والإسبان والنمساويون على حكمها خلال عقود ثلاثة، في عام 1859 وبعد فترة طويلة من المشاحنات السياسية، تم ضم ميلانو إلى مملكة سردينيا، التي تم تغيير اسمها إلى مملكة إيطاليا بعد ذلك بعامين. رفع مستوى التصنيع السريع من قيمة ثروة ومكانة المدينة، حتى أصبحت في خمسينات وستينات القرن الماضي مركزاً مالياً رائداً في البلاد. بدأ العالم ينتبه في ثمانينات القرن الماضي إلى تصدير الغزل والنسيج وصناعة الملبوسات في ميلانو، كما وضع المصممون مثل أرماني وفيرساتشي ودولتشي آند غابانا المدينة على خريطة الأزياء بقوة. يقطن ميلانو اليوم نحو 1.3 مليون نسمة، وهي تهدد الآن مكانة باريس التي استحوذت على لقب عاصمة الأزياء الراقية، وآخر صيحات الموضة في العالم. أبرز المعالم يقال بأن جميع الطرق تؤدي إلى روما، ولكن في ميلانو فإن جميع الطرق تؤدي إلى دومو دي ميلانو، رابع أكبر كاتدرائية في العالم، التي استغرق بناؤها خمسة قرون من الزمن حتى اكتملت. وتحيط شوارع ميلانو بكاتدرائية دومو أو تتفرع منها، في دلالة واضحة على أنها كانت تحتل موقعاً مركزياً للغاية خلال العصور الرومانية. يتميز فن العمارة القوطية في الكاتدرائية ب 135 برجاً و3500 تمثال رخامي، ويتكامل كل ذلك مع تمثال ذهبي للسيدة العذراء أو ما يدعى مادونينا على قمة البرج، الذي يمثل رمزاً للمدينة. يمكن للزوار الصعود إلى أعلى السقف لإطلالة رائعة على المنطقة، وعلى جبال الألب في أيام الصحو. تقع كاتدرائية دومو في ساحة ديل دومو المركزية، والمحاطة بعدد من مباني ميلانو الشهيرة. غاليريا فيتوريو إيمانويل الثاني هو مركز تسوق راقي للغاية، ويربط ساحة ديل دومو مع ساحة ديلا سكالا. يمزج رواق المركز بين تشكيلة أنيقة من الحديد والزجاج وقد تم افتتاحه رسمياً عام 1867 من قبل فيتوريو إيمانويل الثاني ملك إيطاليا الموحدة. بالقرب من غاليريا تقع أحدى أبرز المعالم والمتمثلة في مسرح تياترو ألا سكالا المهيب. وتعتبر دار الأوبرا التي تم افتتاحها في عام 1778 إحدى دور الأوبرا ومسارح الباليه الرائدة في العالم، وقد استقبلت على مدى القرنين الماضيين بعضاً من أعظم الفنانين في إيطاليا. تتضمن المعالم الأخرى كنيسة سانتا ماريا ديلي غرازي التي تعود إلى القرن الخامس عشر. تعتبر الكنيسة جميلة بحد ذاتها، وهي تضم جدارية ليوناردو دافنشي تصور العشاء الأخير التي جذبت انتباه الجماهير إلى الكنيسة، وأكسبتها لقب أحد مواقع اليونيسكو للتراث العالمي. المطاعم تتميز المأكولات بجودتها عموماً في ميلانو، ولكن حاول الابتعاد عن المناطق السياحية لأن جودة المأكولات أقل والأسعار أعلى بكثير. تشمل أطباق ميلانو عادة حساء سيقان العجل المطهوة على مهل أوسوبوكو، وطبق أرز يتم تحضيره مع الزعفران والبصل ريزوتو ألا. تعرف لومباردي وبالتالي ميلانو أيضاً بمنتجات الألبان، لذا توقع الكثير من الزبدة والقشدة والجبن. تعد المدينة أيضا منشأ البانيتون، وهي كعكة الفواكه المجففة يتم إهداؤها عادة وبشكل تقليدي في أعياد الميلاد. تتميز فرص السهر والترفيه بحيويتها. تقدم معظم النوادي والمطاعم المشروبات (بوفيه من المقبلات، مجانا مع المشروبات) بين الساعة 6-9 مساء: النظام المتعارف عليه في ميلانو. يمكن العثور على آخر صيحات الموضة والأناقة في عدد من النوادي الشهيرة بالأزياء، مع مناطق بريرا جاليري ونافيجلي وسان لورينزو التي تحظى بشعبية خاصة. ما وراء ميلانو تقع بحيرة كومو ثالث أكبر بحيرة في إيطاليا على بعد 40 كيلومتراً إلى شمالي ميلانو. تعد المنطقة المحيطة بها ملاذاً للأرستقراطيين منذ العصور الرومانية، وهي وجهة شائعة للسياح مع العديد من الفيلات والقصور المصطفة على طول الشاطئ. تعتبر البحيرة مكاناً رائعاً للإبحار، والتزلج الشراعي ومشاهدة المشاهير، كما تتميز بمناظر طبيعية رائعة ووفرة في الحياة البرية. أصل التسمية أصل كلمة ميلانو غير مؤكد ،وتتعدد النظريات بشأنه. ففي حين أنه من الواضح أن كلمة ميلانو مُشتقة من اسم المدينة اللاتيني القديم ميديولانوم (Mediolanum)، إلا أن معنى ميديولانوم موضع للجدل. يُعتقد أن الاسم مكوّن من كلمتين: ميديو ومعناها في الوسط، أما معنى الشطر الثاني فهو سَهْل. وقد اقتُرح أيضاً أن جذور الكلمة الأصلية قد تعود إلى الإرث السلتي للمدينة، حيث هناك ستون موقعاً غالياً - رومانياً يحمل اسم ميديولانوم في فرنسا، مثل سانتس (ميديولانوم سانتينيوم) وإفرو (ميديولانوم أولِركوريوم)، حيث كان لكُل مُجتمعٍ سلتي مكان تجمّع مُقدّس لتطبيق القانون والعدالة، وعادةً ما يكون في وسط المدينة. السفر إلى ميلانو تصل رحلات طيران الإمارات المتجهة إلى ميلانو إلى مطار ميلانو مالبينسا الواقع على بعد 40 كيلومتراً إلى الشمال الغربي من وسط ميلانو. يمكن للمسافرين بعد رحلاتهم الجوية إلى ميلانو الوصول إلى مركز المدينة باستخدام قطار مالبينسا السريع، بالإضافة إلى توفر خدمة حافلات المطار، أو استقلال سيارة أجرة في رحلة تستغرق 50 دقيقة. ويمكن لمسافري الدرجة الأولى ودرجة رجال الأعمال على الرحلات المتجهة إلى ميلانو الاستفادة من خدمة السيارة مع سائق التي توفرها طيران الإمارات مجاناً. ويمكن للمسافرين الواصلين على متن الرحلات الجوية إلى ميلانو التمتع بمشاهدة فن العمارة المذهل، والتسوق من المحلات الراقية وتذوق ألذ المأكولات في عاصمة الأزياء الإيطالية.