عفيف دياب-بيروت منذ استقلاله عام 1943 وحتى 2014 حكم لبنان12 رئيسا، وتعثر اختيار الرئيس الثالث عشر نتيجة لانقسام الكتل السياسية في البلد، وأخفق مجلس النواب منذ أبريل/نيسان 2014 أكثر من 30 مرة في انتخاب هذا الرئيس. يعتقد كثير من اللبنانيين أنهم ليسوا أحرارا في اختيار رئيسهم أو انتخابه، إذ تتداخل عوامل داخلية وخارجية متشابكة في عملية الاختيار. وبعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان تقدم رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بترشيحه للمنصب الأول في البلاد تزامنا مع ترشيح التيار الوطني الحر لرئيسه ميشال عون. عودة: على ميشال عون وسليمان فرنجية التحاور بينهما (الجزيرة) وحدث تطور لافت في هذا الملف عندما أعلنزعيم تيار المستقبل سعد الحريريعن دعمه لانتخاب رئيس تيار المردةسليمان فرنجية للرئاسة بدل عون، مما أثار حفيظة المرشح جعجع الذي عقد اتفاقا مع عون معلنا دعمه له،مما حصر المعركة بين مرشحين أساسيين في فريق 8 آذار هما عون وفرنجية. حظوظ المرشحين ويرى المرشح سليمان فرنجية أن حظوظه في الرئاسة كبيرة، وهي الحظوظ التي لا يعترف بها عون الذي يصر على أحقيته بالمنصب. وأثار هذا الموقف وغموض موقف حزب الله من حليفيه المرشحين، غضب فرنجية الذي أعلن استمراره مرشحا لرئاسة الجمهورية بقوله "لا أفهم كيف ينسحب من معه 70 صوتا لمن معه 40 صوتا". والحل وفق وجهة نظر فرنجية، أنه إذا لم ينل عون الأصوات التي توصله في دورة الاقتراع الأولى في البرلمان يعلن انسحابه لمصلحته في الدورة الثانية. وقال القيادي في التيار الوطني الحر النائب إبراهيم كنعان للجزيرة نت،إن تواصلهم قائم مع كل الكتل البرلمانية للوصول إلى حل. وأوضح أنهم تقدموا بمشروع رؤية عابر للاصطفافات إلى مساحة مشتركة تأخذ بعين الاعتبار مبادئ قيام الدولة. حوري: حزب الله حسم خياره بعدم انتخاب رئيس للبلاد (الجزيرة) واعتبر كنعان أن مشروعهم هو حل وطني، قائلا إن "الرئاسة اللبنانية هي جزء من الحل، وقد اتفقنا نحن والقوات اللبنانية على عون للرئاسة"، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن مرشحهم "يتمتع بمشروع وطني وهو الأقدر على تطبيق الدستور والميثاق اللبنانيين". وأكد كنعان أن عون هو "المخرج الوطني الأفضل لأزمة الرئاسة"، وأوضح أن ما يحتاجه لبنان "ليس انتخابا تقنيا أو من ينال أصواتا أكثر، بل انتخاب لتصحيح الخلل". الخيارات المتاحة وبخصوص الخيارات المتاحة للحل بعد تمترس كل طرف خلف موقفه، يقول المحلل السياسي يونس عودة للجزيرة نت إن على ميشال عون وسليمان فرنجية التحاور في ما بينهماوأن يتنازل أحدهما للآخر". ويضيف "حل أزمة الرئاسة في لبنان لم ينضج بعد على المستوى الإقليمي". وفيما يعتبر عودة أن حل الرئاسة اللبنانية ليس في لبنان، ويأتي وفق التطور الإقليمي الذي هو الناخب الأول، وأن أولوية حزب الله هي الحوار، يرى عمار حوري النائب في تيار المستقبل -الذي يدعم فرنجية- أن حزب الله "حاسم لخياره بعدم انتخاب رئيس للبلاد". ويقول للجزيرة نت إن الحل هو أن "ينزل جميع النواب إلى البرلمان وينتخبوا رئيسا بشكل ديمقراطي"، وأضاف أنالحزب المذكور ومن خلفه إيران "يريدان بيع هذا الاستحقاق خارجيا".