×
محافظة المنطقة الشرقية

#ولي_العهد يصل #الرياض بعد تقديم العزاء لضحايا تفجير #الأحساء

صورة الخبر

حفظ التاريخ أسماء المعارك والحروب والمغازي كما حفظ لنا أسماء الأبطال والقادة والأمراء، وهو في أخباره ورواياته لم ينس أعلام النساء اللائي شهد لهن التاريخ بنصوصه وآدابه ملاحم ومساجلات لم تقف أبد عن المنقولات التاريخية الروايات الأدبية ولا شك أن كثير من تاريخ أمهات الرجال ضاع من آذان المستمعين وأقلام الكتاب والمؤرخين حيث ظل تاريخ المرأة حبيس الرواية الشفهية التي لطالما ضاعت بتعاقب الأجيال وطول الآجال وعلي الرغم من أن التاريخ المنسي للمرأة أيا كانت وفي أي حضارة ظل مطلب القراء ومحل شغف الباحثين إلا أن الروايات المتناثرة هنا وهناك ربما أنها أروت عطش هؤلاء الذين ما زالوا يدونون ويبحثون في تاريخ المرأة وموروثها الأدبي والنضالي . هويدية بنت غيدان آل زميكان من قبيلة يام الهمدانية كانت ديار قبيلتها العجمان تقطن شرق شبه الجزيرة العربية، وبعد زواج الإمام تركي بهويدية أصبحت عشيرتها من أنصار الإمام تركي ودخلوا معه في عدة معارك رغبة منه في استعادة حكم آبائه ولعل معركة « السبية « عام 1245ه / 1830م إحدى هذه المعارك التي كان لعشيرة هويدية يد فيها حيث ساهموا وبقوة في مناصرة الإمام تركي ضد خصومه. ابنها جلوي أحد أشهر رجال الإمام فيصل بن تركي وساعده الأيمن قصة زواجها هويدية بنت غيدان بن جازع بن علي آل زميكان من آل شامر من العجمان من قبيلة يام الهمدانية، وذكر ابن بشر أن والده شيخ قومه من آل شامر، وحيث كانت ديار قبيلتها العجمان تقطن - كما ذكر حمزة فؤاد في حكاية "قلب جزيرة العرب" - شرق شبه الجزيرة العربية وتتوغل في الشتاء حتى الزلفي والقصيم والخرج، وكان "آل شامر" الذين يترأسهم غيدان بن جازع والد هويدية ينزلون قرب " جبل علية " الذي يبعد عن الرياض ما يقارب 130كم وذلك حين سقوط الدرعية بيد إبراهيم باشا عام 1233-1234ه وهو ما وافق حادثة الجلاء حيث أجلى الباشا بأمر والده محمد علي باشا الإمام عبدالله بن سعود وأبناء عمومته وعدد من أعيان ومشائخ البلاد بيد أن الإمام تركي بن عبدالله استطاع حينها الخروج من الدرعية والنزول بجبل "علية" آنف الذكر حيث لجأ إلى غار في علية هذا الجبل وهناك كانت قصة زواجه من هويدية التي كانت ترعى أغنام والدها عند ذلك الجبل وقد شاهدت ذات مرة الإمام تركي بن عبدالله وهي لا تعرفه وتكثر الروايات حول زواج الإمام تركي بهويدية بيد أن هذه الروايات تجمع على أنه شاهدها وهي ترعى أغنامها فطلب منها أن تسقيه من حليب أغنامها، فهذا إبراهيم بن عبدالرحمن آل خميس يوضح أنه أثناء كان الإمام تركي في مخبئه في غار جبل علية كان ينزل ليلاً للمساعدة في مساندة جيوب المقاومة التي ما زالت تقاتل جيوش الباشا في أطراف نجد وذات مرة تأخر في عودته على الصباح حيث شاهد هويدية ترعى أغنامها قرب جبل "علية" وخاطبها بلهجة قومها كي يقلل من وحشتها ويبدد عنها إمارة الخوف والشك، وفعلاً أدركت هويدية حاجته للماء والطعام فاسقته من حليب أغنامها واستمر الحال هكذا عدة أيام ويقال إنه كان يتنحى بعيداً عنها إلى أن تحلب له الشاة وتضع إناء الحليب له فوق إحدى الصخور ثم تبرز عنه بعيداً لحين شربه الحليب وذهابه لغاره الذي اعتاد النزول به، كما أن ثمة روايات مفادها أن هويدية أخفت خبر الإمام تركي لحين شعرت والدتها بنقص حليب أغنامها وظنت أن هناك من يجبر ابنتها على حلب الأغنام ما دعاها أن تخبر والدها، بيد أن الروايات المتوارثة تذكر أن هويدية أخبرت والدها بشأن الرجل فذهب معها وقابل الإمام تركي وهو لايعرفه فتعارفا، ويذكر ابن خميس ان الإمام تركي تزوج من "هويدية" بعد أن دخل الرياض وأعاد حكم آبائه ويدل على ذلك قوله: "فلما تبين نصرة خطبها تركي من أبيها" كما أيده حسن بن حسن سليمان في كتابه عن الأمير عبدالعزيز بن مساعد "حياته ومآثره" حيث ذكر هو الآخر أنه لما تحقق النصر للإمام تركي عام 1236ه / 1820م لم ينس ان هويدية ولدت للإمام تركي ابنه جلوي أثناء جلوة والده وهذا يتناقض مع ما ذكره آنفاً من أنه تزوجها بعد أن حكم الرياض، وعلى الرغم من أن رواية ابن خميس وحسن حسن سليمان كانت قد تتبعت قصة جلوة الإمام تركي بن عبدالله من الدرعية على جبل "علية" إلا أن رواية المؤرخ عثمان بن بشر في "عنوان المجد في تاريخ نجد" وكذلك ذكر عبدالله فيلبي "هاري سنت جون فيلبي" تذهب إلى القول بأن الإمام تركي قد تزوج من هويدية أثناء خروجه من الدرعية وقبل عودته حاكما ً للرياض ويقدر "فيلبي" ولادة جلوي حيث قدر أنه في أوائل عام 1836م أي عام 1252ه كان عمره خمس سنوات، وتقول الدكتورة دلال الحربي تعليقاً على ذلك ما يعني "أن ولادة جلوي كانت في فترة ما بين عام 1819م (1235ه) وبداية عام 1820م (1235ه) وهي الفترة التي شملت بقاء تركي بن عبدالله بعيداً عن الدرعية، ثم قدومه إليها مناصراً لمحمد بن مشاري بن معمر". معارك استعادة الحكم وترجح معظم الروايات رواية زواج الإمام تركي بن عبدالله بهويدية أثناء خروجه من الدرعية وقبل أن يحكم الرياض ولا أدله على ذلك إلا تسميته ابنه جلوي الذي جاء اسمه بسبب جلوة أبيه والإمام عبدالله ومن معه عن الدرعية، وبعد زواج الإمام تركي بهويدية أصبحت عشيرتها من أنصار الإمام تركي ودخلوا معه في عدة معارك رغبة منه في استعادة حكم آبائه ولعل معركة "السبية" عام 1245ه / 1830م - كما يذكر ابن بشر - إحدى هذه المعارك التي كان لعشيرة هويدية يد فيها حيث ساهموا وبقوة في مناصرة الإمام تركي ضد خصومه. وجلوي ابن الإمام تركي من هويدية أحد أشهر رجال أخيه الإمام فيصل بن تركي وساعده الأيمن والذي عرف أبناءه الذين يمثلون فرعاً رئيسياً من فروع الأسرة الحاكمة "آل سعود" عرفوا ب "آل جلوي" وإن كانت المصادر التاريخية وحتى الروايات الشفهية لتواريخ تلك الفترة لم تزود الباحث بأخبار ومغاري الأمير جلوي ابن الإمام تركي بن عبدالله إلا أن الروايات تواترت في أخبار أبنائه وأحفاده من "آل جلوي" لا سيما أبنائه عبدالعزيز وفهد وعبدالله وحفيده عبدالعزيز بن مساعد وكلهم شاركوا الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن في دخوله للرياض بل كانوا من السبعة الذين اقتحموا المصمك وكان لهم دور بارز في تلك الإحداث. معركة الرياض وتذكر الدكتورة دلال الحربي نقلاً عن إبراهيم بن خميس أن هويدية ظلت محل اعتزاز وفخر لأبنائها وأحفادها مستشهدة بموقف الأمير عجلان بن محمد عامل الأمير عبدالعزيز بن متعب بن رشيد "رحمهم الله" على الرياض حيث كان الأول ينادي الأمير عبدالله بن جلوي باسم جرته وخلال عملية استعادة الرياض عام 1319ه / 1902م استطاع الأمير عبدالله بن جلوي اللحاق بالأمير عجلان الذي كان يردد "دخيلك يا عبدالله بن جلوي" وتجمع المراجع التاريخية أن الأمير عجلان توفي من جراء إطلاق النار عليه من قبل عبدالله بن جلوي الذي كان يفاخر بجدته هويدية رحمهم الله جميعاً. وتذكر بعض الروايات أن الأميرة هويدية كانت شاعرة ولها بعض القصائد التي قالتها في مناسبات متعددة غير أن هذه الروايات لم تنقل لنا ولو جزءاً يسيراً من هذه القصائد التي ربما صورت لنا بعض أطوار حياة الأميرة هويدية "رحمها الله" والتي تذكر الروايات أنها حين تزوجها الإمام تركي سكنت معه في مدينة الرياض وحدث ذات مرة أن زارها بعض أبناء عشيرتها ولم يجدوها فقال بعضهم يالله ياللي جعلت لهويدية بيت إنك ترد هويدية في غنمها تسمية حي باسمها ورغم الضعف والاختلاف في رواية هذا البيت إلا أنه إن صح نسبه لهذا القصة فإنه يعبر عن رغبة وحنين بعض أفراد عشيرتها وأهلها لأرضهم ومرابعهم حيث الحنين إلى الذكريات والأيام الخوالي، بل يذكر بعض الدارسين لتاريخ العمران في مدينة الرياض أن أحد أحياء الرياض القديمة كان يسمى "هويدية" نسبة إلى الأميرة هويدية آل زميكان من آل شامر حيث كان هذا الحي موقع لنخل قديم للأميرة هويدية وجماعتها والتي لم تذكر لنا المراجع التاريخية عن السنوات التي قضتها في مدينة الرياض كما لم تذكر عمرها أو تاريخ وفاتها رحمها الله رحمة واسعة.