يؤدّي بعض اللاعبين العالميين دورًا إيجابيًّا في خدمة الإسلام، باستخدام رسائل جميلة، ومُهذَّبة يختارها بعناية، مصحوبة بآياتٍ قرآنيةٍ، وهذا ما فعله نجم برشلونة اللاعب المسلم التركي «أردا توران» في حسابه على انستغرام، عندما عبَّر لمَن هنّأه بالعودة للملاعب عبر ناديه برشلونة، بإيراد آية من سورة الإسراء هي قوله تعالى: (وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا)، وكتب بعدها: «أنا أشكرُ كلَّ مَن أرسل لي الرسائل الجميلة، وأنا سعيدٌ جدًّا، حتّى وإن لم أستطع الإجابة على كلِّ الرسائل». وهذه البادرة ربما تركت أثرًا في نفس مُعجبيه غير المسلمين، الذين قد تُؤثِّر فيهم مثل هذه الرسائل، وقد تنقلهم للإسلام، وفي تفسير هذه الآية قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في أضواء البيان: (وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ (17/13)، لها وجهان معروفان من التفسير، الأول: أن المراد بالطائر: العمل، من قولهم: طار له سهم، إذا خرج له، أيّ ألزمناه ما طار له من عمله. الثاني: أن المراد بالطائر، ما سبق له في علم الله من شقاوة، أو سعادة. والقولان متلازمان؛ لأنَّ ما يطير له من العمل هو سبب ما يؤول إليه من الشقاوة أو السعادة. فالشاهد هنا أن هذا النجم المسلم ربط نفسه بكتاب الله في رسالته الماضية، وتيمَّن بالقرآن، وهذا يُؤكِّد حبّه لكتاب الله، وحرصه على قراءته، وهو ما أكَّده في حوار صحفي بقوله: «أقرأُ يوميًّا آياتٍ من القرآنِ الكريمِ.. وأرجُو أنْ يتقبَّلَ اللهُ ذلكَ منّي، وأحاولُ أنْ أقرَأهُ بالاستيعابِ مع ترجمتهِ إلى اللغةِ التركيةِ، وبذلكَ ترتاحُ نفسِي». وقال أيضًا: «يجبُ أن أكونَ مؤمنًا لكي أكبحَ جماحَ نفسِي، بسببِ كثرةِ الأنَا والشهرةِ، ولكنْ من المستحيلِ ألاَّ يغرق الإنسانُ في الأمورِ الدنيويةِ، فمثلاً عندما أذهبُ إلى طوكيو أصادفُ رجلاً يلبسُ قميصَ «أردا توران»، وأتفاجأُ بالكثيرِ من الناسِ الذينَ يعرفونَنِي، لذا فإنِّي أضطرُ لارتداءِ القبّعةِ، وأتنكَّر لكي أمشي براحتِي في اليابان»، فعندما يكون للاعب المسلم رسالة يُؤدِّيها، ويحرص عليها، فإنّه فألٌ طيبٌ عليه الاستمرار في أدائها، وأتمنّى -كما ذكرت- أن يكون هناك تواصل مع أولئك النجوم، الذين يملكون ملايين المعجبين، لتصحيح بعض المفاهيم التي قد تكون غير واضحة لديه.. أسأل الله أن يُوفِّقنا وإيّاهم لكل خير.