كشف صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مساء أول من أمس، وبحضور سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي عهد ونائب حاكم الشارقة، عن كنز أثري جديد ومهم في مركز مليحة للآثار، ينطوي على أهمية تاريخية كبرى للمنطقة ويتمثل في نقش جنائزي يرجع إلى القرن الثالث قبل الميلاد. وجاء ذلك خلال افتتاح سموه المرحلة الأولى من مشروع مليحة للسياحة البيئية والأثرية، الذي يشكل واحداً من أهم المشاريع السياحية والأثرية في الدولة والأكبر من نوعه في المنطقة الوسطى التابعة لإمارة الشارقة. كما أوضح صاحب السمو حاكم الشارقة، في حوار لسموه مع محمد خلف مدير إذاعة وتلفزيون دولة الإمارات العربية المتحدة من الشارقة، على هامش زيارة سموه لمنطقة مليحة الأثرية، أن هناك العديد من المشاريع الكبيرة والتي تجري بالتوازي مع مشروع مليحة السياحي البيئي التراثي، في مقدمتها، مشروع تراثي كبير سينفذ في مدينة الذيد، وهو عبارة عن ترميم عدد من المباني الأثرية وإقامة منتجع وأيضا ترميم القلعة، ذلك تحت إشراف اليونسكو، بالإضافة إلى مشروع الحفية والذي سيفتتح الشهر المقبل، بجانب عدة مشاريع في مدينة خورفكان. ولفت سموه إلى أنه هناك مشاريع كثيرة في مدينة الشارقة ستفتح قريبا. كما أشاد صاحب السمو حاكم الشارقة، خلال زيارته فعاليات أسابيع التراث الثقافي العالمي، مساء أمس، في البيت الغربي (مركز فعاليات التراث الثقافي) في قلب الشارقة، باختيار مملكة البحرين أول ضيف شرف للفعاليات، مؤكداً سموه أن التراث إذا ما ذكر تأتي البحرين في أول السطر، لما لها من جهود خلاقة في صون التراث والحفاظ عليه. وأثنى سموه أيضاً على جهود معهد الشارقة للتراث في تنظيم فعاليات أسابيع التراث الثقافي العالمي. وتلقى سموه، عقب جولته على الفعاليات، إهداء من المشاركين والضيوف، تمثل في مجموعة من الإصدارات والنشرات التراثية والثقافية. عروض تثقيفية وتفضل صاحب السمو حاكم الشارقة بافتتاح مركز مليحة للآثار، الذي يمثل المرحلة الأولى من المشروع وجرى إنشاؤه ضمن مبنى صمم بطريقة مميزة، يتيح للزوار التجول داخله والاطلاع على مكوناته بطريقة سهلة وممتعة وتفاعلية. كما تعرف سموه على الخدمات التي يوفرها المركز للزوار، من عروض وأنشطة ترفيهية وغيرها من الخدمات السياحية الأخرى التي ستقدم للجمهور. وتجول سموه في أروقة المركز، وتابع جانبا من العروض التثقيفية والأفلام الوثائقية عن الحقائق التاريخية للمنطقة، والتي تقدمها شاشات تفاعلية. واطلع على أبرز المرافق التي يتضمنها المركز والتي تشمل مقهى وردهات للجلوس ومتجراً خاصاً بالعلامة التجارية أنا أحب الشارقة، إضافة إلى مكاتب إدارية لاستخدام العاملين في المشروع. جولة موسعة وزار صاحب السمو حاكم الشارقة عدداً من المواقع الأثرية في المشروع، وهي: ضريح أم النار الذي يقع ضمن مركز مليحة للآثار حيث يعتبر من أكثر أبنية القبور إثارة للإعجاب، مقارنة بما اكتشف في مواقع الجنازات القديمة في منطقة مليحة، واستخدم موقع الدفن هذا والذي شيد في تاريخ 2300 قبل الميلاد تقريبا لمدة تقارب 200 عام. كما زار سموه وادي الكهوف وقلعة مليحة وقصر مليحة وغرف الدفن، والتي صممت جميعها بطريقة مميزة تتيح للزوار التجول داخلها والاطلاع على مكوناتها بطريقة ممتعة وتفاعلية. ورافق صاحب السمو حاكم الشارقة خلال الافتتاح كل من الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مؤسسة الشارقة للإعلام والشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيسة هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير والشيخ صقر بن محمد القاسمي رئيس دائرة الشؤون الإسلامية والأوقاف والشيخ محمد بن حميد القاسمي مدير دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية والشيخ فيصل بن سعود القاسمي مدير هيئة مطار الشارقة الدولي، وعدد من أعضاء المجلس التنفيذي لإمارة الشارقة رؤساء الدوائر وأعضاء السلك الدبلوماسي العاملين في الدولة ومروان جاسم السركال المدير التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير والدكتور صباح جاسم مدير إدارة الآثار بدائرة الثقافة والإعلام. نقطة ارتكاز ويعد مشروع مليحة للسياحة البيئية والأثرية نقطة ارتكاز جديدة ضمن رؤية واستراتيجية هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير، لتعزيز التأثير الإيجابي للمشاريع التنموية على المجتمع والاقتصاد والبيئة في الإمارة. وسيقدم المشروع قيمة مضافة للمستثمرين لما يمثله من وجهة سياحية ذات طبيعة خلابة، وسيضم منشآت سياحية وترفيهية وسكنية، وغيرها من المرافق التي ستجذب أعداداً متزايدة من الزوار وخاصة عشاق السياحة البيئية. ومن المتوقع أن يكون حجم الاستثمارات التي سيتم استقطابها إلى منطقة مليحة خلال السنوات المقبلة نحو 250 مليون درهم. هوية يتكون الكنز التاريخي المكتشف في مليحة، من نقش ينتصب فوق قبر كبير يتكون من حجرة دفن تحت سطح الأرض بقياس 5.20 أمتار مربعة، ويحمل النقش المكتوب باللغة الآرامية واللغة العربية الجنوبية، هوية وسلالة الشخص المتوفى وهو عمد بن جر بن علي، كاهن ملك مملكة عمان، والتاريخ الذي بني فيه القبر وهو العام 90 أو 96 حسب التاريخ السلوقي، أي ما يساوي العام 222/221 أو216/215 قبل الميلاد، ما يجعله أقدم اكتشاف تاريخي، يرد فيه اسم لعمان ويثبت أن ملك عمان كان موجوداً في أواخر القرن الثالث قبل الميلاد. إشادة مصرية أشاد المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء المصري، برؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في العمل الثقافي وبالإنجازات المعرفية والثقافية والتعليمية التي حققتها الإمارة، في ظل توجيهات سموه بضرورة إثراء الحياة الإنسانية بالفكر المستنير ومد جسور التواصل مع الثقافات والحضارات المختلفة. وجاء ذلك خلال زيارته لجناح هيئة الشارقة للكتاب في معرض القاهرة الدولي للكتاب، أول من أمس، حيث استقبله أحمد بن ركاض العامري رئيس هيئة الشارقة للكتاب الذي قدم نسخة من كتاب سرد الذات لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، موقعة من سموه إلى عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، والتي تسلمها رئيس مجلس الوزراء المصري نيابة عنه بحضور خليفة الطنيجي نائب سفير الدولة في القاهرة.