الباقون على قيد الحياة من ضحايا المحتشدات النازية الإجبارية، التي احتُجز فيها اليهود بشكل خاص ونُكل بهم خلال الحرب العالمية الثانية إلى غاية تحريرهم من طرف القوات السوفياتية، يزورون اليوم حاملين الورود والشموع محتشد أوشفيتز في بولندا بمناسبة الذكرى الحادية والسبعين لاقتحامه من طرف قوات موسكو وإخلائها سبيل المحتجزين بداخله. برونيسلافا تشيتشولوفْسْكا إحدى اليهوديات اللواتي مررن من هذه المحتشدات تتذكر وتقول: لقد عشتُ الجحيم على وجه الأرض وأخشى حتى الحديث عنه. لقد شاهدتُ كيف يموت البشر وكيف يتعذبون ويتألمون. ويضيف يِيرْزي كوتْشَارْسْكي الذي عاش التجربة ذاتها قائلا: النار المنبعثة من فوهات مدافئ أفران حرق الجثث ما زالت تسكن أعين كل مَن رآها. وقد بقيت راسخة بشكل خاص في ذهني، لأنني كنت في الخامسة عشرة من عمري. معتقل أوشفيتز أصبح متحفا لتلك مصانع الموت بوتيرة صناعية التي أنشأتها القوات الألمانية النازية خلال الحرب العالمية الثانية وتعرض فيها للاضطهاد اليهود والغجر وكل مَن حاول مقاومة النازية. وكانت لها في عهد حكومة فيشي العميلة لهتلر نُسخ أخرى في الصحراء الجزائرية احتُجز فيها يهود وفرنسيون وجزائريون مسلمون على حد سواء.