ودي أقول: الطب والعلاج فكر. كما قال أحد المسؤولين عن حالة خدمة استعصتْ. لكننى لن أقول هذا، فالطب والدواء من قِدم الإنسانية نظرة للإنسان قبل أن يكون (فاتورة). ومرّ زمن كان رجال مبيعات الأدوية يدورون على العيادات كي يُقدموا ما لديهم و"يُقنعوا" الطبيب بأن هذا المُنتج هو البديل الأنفع للمنتج القديم فلا موزع الأدوية درس الصيدلة ولا للطبيب خلفية عن كل مُنتج جديد. احترم عدداً وافراً من الأطباء، سعوديين وغير سعوديين الذين لا يتجاوزون الحد المعقول من الأدوية التي تعطى للمراجع. وربما - أو أكاد أجزم - بأن عدداً من المرضى لا يسمون الطبيب طبيباً، إلا إذا أعطاهم وصفات طويلة. وهذه ثقافة البلد العلاجية، ويمر وقت قبل أن يفهم الناس أن كثرة الأدوية لم تعد الطريق إلى العلاج. يقول لي طبيب عربي كان يقيم في بريطانيا: إننا لا نعطي المريض الفيتامينات، إلا إذا تأكدنا أنه يحتاج إليها، وأن ذاك الفيتامين لا يتعارض مع أدوية أخرى. رغم التوعيات الكثيرة نرى الإسراف في صرف الدواء. وشخصياً لا أتفاءل بالثقة إذا رأيت مندوبي شركات الأدوية يعرضون "دواء جديداً" على الطبيب في عيادته، بينما المرضى ينتظرون. وما أكتبه ينطبق على المستوصفات والمشافي الأهلية. ويقول صديق كان يعيش في لندن: إن طفله عانى من حرارة شديدة ذات يوم. فقام وسجّل موعداً مع الطبيب المجاور الذي اعتاد معاينة الطفل. وبعد الفحص قال له الطبيب: خذه إلى سريره واعطه مشروبات ساخنة. وكلمني في المساء. binthekair@gmail.com لمراسلة الكاتب: aalthekair@alriyadh.net