أعلن رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الحداد العام اليوم على اغتيال الوزير السابق محمد شطح امس الاول في تفجير سيارة قرب سيارته وسط بيروت وارتفع امس عدد قتلى الانفجار إلى سبعة بعدما توفي أحد الجرحى متأثرًا بجراحه إلى ذلك طلب المجلس الأعلى للدفاع من وزير العدل شكيب قرطباوي تحضير الإجراءات لإحالة التفجيرات في الآونة الأخيرة إلى المجلس العدلي. وأدان المجلس في اجتماع عقد أمس في قصر بعبدا، «التفجير الإرهابي الذي استهدف الوزير السابق الشهيد محمد شطح، والذي طال لبنان وسِلمه الأهلي وأمن مواطنيه، داعيًا إلى «المضي قدمًا بالتصدي لكل محاولات الارهاب للنيل من لبنان الذي يمضي في موقفه لمحاربته». فيما أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بعد اجتماع المجلس في بعبدا أمس للإعلاميين أن: النار المشتعلة في الجوار باتت تلفح الداخل اللبناني والمصلحة الوطنية تقتضي منا جميعًا العودة إلى الحوار والتلاقي ويجب أيضا تشكيل حكومة جديدة اليوم قبل الغد فالظرف استثنائي ويحتاج إلى حكومة لا تستثني أحدًا»، مشددًا على أنه «لا يجوز الاستمرار في الشروط او الشروط المضادة»، داعيا «لإحياء الالتزام بالنأي بالنفس فننزع فتائل التفجير، وابتعادنا عما يجري في سورية يمنع استدراج الفتن والصراعات إلى لبنان». واعتبر ميقاتي، أن «الوقت ليس للتساجل الذي لن يوصل الا إلى اليأس والاتهام والاتهام المضاد، المرحلة ليست مرحلة اتهامات، العيش الواحد تهدده المواقف الانفعالية، فعودة الثقة بين الاطراف بات اولوية لان التمترس خلف شروط سيؤدي بنا إلى الهلاك»، مشيرًا إلى ان «الحكومة تقوم بواجباتها بما يقتضيه الدستور ونداؤنا اليوم أن تشكل حكومة جديدة ولا تقاعس من جانبنا ونقوم بكل واجباتنا كاملة». واعلن ميقاتي، أنه «خلال الاجتماع مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان امس انضم الينا وزير العدل في حكومة تصريف الاعمال شكيب قرطباوي وطلبنا منه ان يحضر اللازم لاحالة جريمة اغتيال الوزير السابق محمد شطح والتفجيرات التي حصلت اخيرا إلى المجلس العدلي، وقد ابلغنا المجلس الاعلى للدفاع خلال الاجتماع عن هذا القرار، وهو يحضر لاحالة هذه الجريمة والجرائم والتفجيرات الاخيرة إلى المجلس العدلي بمراسيم استثنائية من الرئيس سليمان ومنى»، مشددًا على أننا «نمر في الاشهر الاصعب وعندما تحصل التسويات يجب ان نتعاون لحماية وطننا».. من جانبه رأى عضو كتلة «المستقبل» النائب محمد قباني أمس أن «حكومة نجيب ميقاتي كانت حكومة طرف واحد مع بعض المستقلين، ومن حقنا اليوم أن نطالب بحكومة من 14 آذار «مارس» مع بعض المعتدلين». ولفت قباني إلى أن اغتيال الوزير السابق محمد شطح «محاولة لاغتيال الاعتدال ورسالة لسعد الحريري ورئيس الجمهورية ميشال سليمان، وهذا الاغتيال محاولة لوضع نقطة دم على السطر لتحذير رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة المكلف تمام سلام من تأليف حكومة حيادية»، لافتًا إلى ان الاغتيال لن يؤثر على المحكمة الدولية فعلا. هذا واعتبر قباني ان «الحوار توقف عند بند واحد وهو الاستراتيجية الدفاعية واذا كان هذا الموضوع فليطرح إما إلغاء ما سبق في الحوار فلا نقبل به». أما نائب رئيس تيار «المستقبل» انطوان اندراوس فقد دعا «رئيس الجمهورية ميشال سليمان إلى تشكيل حكومة جديدة من قوى 14 آذار «مارس» بدون مشاركة القتلى»، لافتًا إلى أنه «يجب أن يفهم الأمين العام لـ «حزب الله» حسن نصرالله انه اذا فعل مثل 7 آيار «مايو» فالشعب اللبناني سيبدأ بالتسلح مثل بداية الحرب الاهلية والسلاح سيأتي إلى لبنان مثل العام 1975، مشيرًا إلى ان «قوى 14 آذار تتمسك بالدولة وبالمؤسسات، لانه اذا ذهبت الدولة سيبقى الفراغ الذي يريده «حزب الله»، مشددًا على ان «المسؤول عن عملية اغتيال الوزير السابق محمد شطح هو محور الشر الذي اغتال اللواء وسام الحسن ورئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري، وتم اغتيال شطح لانه قريب من رئيس الحكومة السابق». من جهته اعتبر الوزير السابق زياد بارود ان اغتيال الوزير السابق محمد شطح لا يقتصر فقط على ازالته بما يمثل بل يتخطى ذلك إلى رغبة في ضرب محاولات كانت جدية للخروج من الازمة. وأضاف: «شطح رأى انه بموازاة التشنج السياسي في لبنان التفجير الأمني وارد في أي لحظة»، مشيرًا إلى أن «المحكمة الدولية بدأت ومستمرة بمعزل عن أي رسائل»، لافتا إلى ان «جريمة الاغتيال لا يمكن ان تشكل رسالة إلى المحكمة ولا يمكن ان تعطل الجلسة الاولى». ورأى بارود ان «لبنان في حالة حرب غير معلنة»، سائلا: «ما الفرق بين ما يحصل اليوم وسنة 1975؟. إلى ذلك كتبت صحيفة «تايمز» في افتتاحيتها امس بعنوان «امتداد تأثير سورية: اغتيال معارض بارز للرئيس الاسد في بيروت دليل على ان سورية تخل بتوازن المنطقة بأسرها». وتقول الصحيفة: «إن احد شهود العيان وصف الانفجار الضخم الذي ادى إلى مقتل الوزير اللبناني السابق محمد شطح المناهض للرئيس السوري بشار الأسد في العاصمة اللبنانية بيروت بالزلزال، وأن هذا الانفجار قد يكون بالفعل الزلزال الذي سيطيح بالتوازن الهش الذي حال دون امتداد الحرب الاهلية المستمرة في سورية منذ ثلاثة اعوام خارج حدودها».