واجهت اليونان اليوم الاثنين ضغوط متزايدة من الدول الأخرى في الاتحاد الأوروبي حتى تتعامل بشكل أفضل مع تدفق المهاجرين، حيث اقترحت النمسا استبعاد اليونان من اتفاقية شينجن لحرية الحركة داخل أوروبا. ووصل أكثر من مليون مهاجر ولاجئ إلى أوروبا العام الماضي ما تسبب في إجهاد الموارد المحلية ونشوب التوترات بين الدول الأوروبية. واجتمع وزراء داخلية دول الاتحاد الأوروبي اليوم الاثنين في أمستردام لبحث ردهم على أزمة اللاجئين، لاسيما فيما يتعلق بالضوابط الحدودية. ويسافر معظم المهاجرين حاليا من تركيا إلى اليونان ثم عبر طريق البلقان إلى دول شمال أوروبا. وتواجه اليونان اتهامات بأنها تسمح للمهاجرين بالتحرك عبر أراضيها بشكل كبير دون أي قيود، رغم أنه من المفترض أن تحمي حدودها المشتركة مع تركيا التي تمثل إحدى النقاط الخارجية على حدود منطقة شينجن. وهددت وزيرة الداخلية النمساوية يوهانا ميكل لايتنر اليوم الاثنين ،قبيل محادثات امستردام، قائلة :"إذا لم يتم تأمين الحدود الخارجية الأوروبية -وهي الحدود التركية اليونانية- فإن حدود شينجن الخارجية سوف تتراجع إلى أوروبا الوسطى". وقالت أيضا إن "اليونان مطالبة هنا ببذل كل ما بوسعها في أسرع وقت ممكن، باستغلال الموارد... لتأمين هذه الحدود الخارجية ... من الخرافة الاعتقاد بأنه لا يمكن تأمين الحدود اليونانية التركية. فالبحرية اليونانية تمتلك القدرات الكافية لحماية الحدود". ومن جانبه ، قال وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير للصحفيين في أمستردام إنه سوف يتم الضغط على أثينا حتى "تؤدي اليونان واجبها". أما وزير داخلية بلجيكا يان يامبون، فقال :"نحتاج للنظر بتمعن في وضع اليونان داخل شينجن ... أولا وقبل كل شيء، ينبغي على اليونان أن تفعل الواجب عليها - وهو عمليات التحكم . وإلا فسوف نضطر للنظر بتمعن في الأمر". ولكن وزراء آخرون رفضوا أي تلميح بإخراج اليونان من منطقة شينجن التي تضم 26 دولة. وقال نائب رئيس وزراء لوكسمبورج: "لا أعتقد أنه يتعين علينا أن نفعل ذلك ... ينبغي ألا نتخلى على أية حال عن منطقة شينجن، إنها حقا أهم ما في الاتحاد الأوروبي". كما قال وزير الداخلية الإيطالي أنجلينو ألفانو إنه "ينبغي أن تبقى أوروبا كيانا مستقرا... ولا يمكن أن تكون أجزاء من أوروبا في الداخل وأجزاء أخرى في الخارج لأن ذلك سوف يكون بداية للتفكك". وفي مقابلة مع صحيفة "إل ماسيجيرو" الإيطالية نشرت اليوم الاثنين، قال مفوض شؤون الهجرة في الاتحاد الأوروبي ديميتريس أفراموبولوس :"شينجن وحرية الحركة هي أحد أهم إنجازات الاندماج الأوروبي . ينبغي علينا بذل كل شيء ممكن لحمايتها". وأضاف :"أزمة اللاجئين اليوم تهدد شيئا أكبر من مجرد اتفاقية شينجن ... الوحدة الأوروبية ككل على المحك".