كتبالباحث الإسرائيلي في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأوسط، نداف فولك، مقالا في صحيفة يديعوت أحرونوت، حذر فيه من تراجع تأثير الولايات المتحدة على مستقبل سوريا ومصير الرئيس بشار الأسد. واعتبر فولك أن واشنطن تفقد بسرعة ملحوظة تأثيرها في تصميم مستقبل سوريا، في ظل التقارب الأميركي الروسي، وهو ما قد يؤثر على المصالح الإسرائيلية. ورصد الكاتب عددا من العناصر التي ساعدت في تراجع الموقف الأميركي من القضيةالسورية، ومنها ظهور تنظيم الدولة الإسلامية، الذي اعتبره البيت الأبيض والرأي العام الأميركي أكثر خطورة من النظام السوري. وقال إنالتدخل العسكري الروسي الذي أوقف سلسلة الخسائر التي مني بها النظام السوري في معاركه الميدانية مع معارضيه،أدى لتغيير قواعد اللعبة في المفاوضات حول مصير الأسد، وإعادة صياغة مستقبل سوريا، وظهر ذلك فيتراجع واشنطنعن اشتراط رحيل الأسد لبدء العملية السياسية. وتحدث الكاتب عن رغبة أميركية بأن تتورط روسيا أكثر فأكثر في الحرب السورية، كي تجبي منها خسائر باهظة. وتطرق فولك إلىالتعاون العسكري الجديد بين روسيا والأردن، من خلال غرفة عمليات مشتركة بينهما في عمان، موضحاً طبيعة المصالح الإسرائيلية من التطورات الحاصلة في سوريا، وتتمثل أهمها في عدم وصول أسلحة متقدمة إلى حزب الله، وإحباط تنفيذ عمليات مسلحة من هضبة الجولان، ومنع إقامة قواعد عسكرية لـ إيران وحزب الله على الحدود السورية الإسرائيلية. واعتبر الكاتب أنإسرائيل تملك الإمكانيات العسكرية التي تكفل لها تحقيق الهدفين الأوليين، بينما تواجه مشكلة لتحقيقالهدف الثالث. وخلص إلى القول إنه وفي ظل عدم معرفة إسرائيل بحجم الوقت المتاح لمعرفة مصير الأسد ومستقبل سوريا، وتراجع الموقف الأميركي، فإن هناك من ينصح تل أبيب بالاعتماد على موسكو، لكن المشكلة التي تواجهها أن السياسة الروسية تضع نصب عينيها تثبيت النظام السوري قبل كل شيء، وهي في سبيل ذلك مستعدة لإبقاء تحالفها مع إيران وحزب الله.