على إثر نشر مقال يوم الإثنين الماضي، (أخلاقيات الطب)، تلقيت رسالة من الأستاذ الدكتور أمين صالح كشميري، أستاذ علم وظائف الأعضاء، رئيس قسم الأخلاقيات الطبية الحيوية بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية، يعلق فيها على ما ورد في المقال حول أهمية علم (أخلاقيات الطب) والتساؤل عن سبب إغفال مؤسساتنا الصحية والعلمية له وعدم تأسيس أقسام خاصة به. والدكتور كشميري يرى أن علم أخلاقيات الطب ليس مغفلا في مؤسساتنا العلمية وأن الاهتمام به بدأ منذ أوائل تسعينيات القرن الميلادي الماضي في قسم العلوم الطبية بجامعة أم القرى بمكة المكرمة عندما بدأ التعاطي مع هذا المجال ضمن مفردات مقرر العلوم الطبية بين القرآن والحديث، وأن «من بين الطلاب الذين تتلمذوا على يدي أستاذ تلك المادة الدكتور هاني غازي وكيل جامعة أم القرى ونخبة من الطلاب الذين أصبحوا الآن أعضاء هيئة تدريس بكليات الطب والعلوم الطبية والصيدلة في نفس الجامعة. بعد ذلك، انتقل من قام بتدريسهم إلى أكاديمية أوكسفورد للدراسات المتقدمة في بريطانيا في أواخر التسعينيات، حيث تم تأسيس أول برنامج من نوعه في هذا التخصص يتناول البعد الإسلامي للأخلاقيات الطبية والحيوية ويمنح شهادة الدبلوم العالي في هذا التخصص. بعدها تلقى نفس الشخص عرضا لإنشاء قسم للأخلاقيات الطبية والحيوية من مركز الأبحاث بمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض في مطلع القرن الميلادي الحالي، وبعد بلوغه السن الإلزامية للتقاعد تلقى عرضا تعاقديا لإنشاء قسم للأخلاقيات الطبية الحيوية بمركز الأبحاث وجامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية التابعة للحرس الوطني، حيث تم وضع أول برنامج يمنح درجة الماجستير في التخصص، وقد تخرجت منه ثلاث دفعات تحمل هذه الدرجة منذ تأسيسه، والقسم يعمل على وضع تصور لبرنامج الدكتوراه في نفس التخصص. أشكر سعادة الأستاذ الدكتور كشميري على هذا التوضيح المفصل، وعلى جهوده القيمة التي بذلها لتأسيس هذا العلم في بعض مؤسساتنا العلمية. وحسب ما فهمت من حديثه فإن جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية هي المؤسسة العلمية الوحيدة في المملكة التي تمنح درجة الماجستير في هذا التخصص الوليد، ويظل الأمل معلقا في مبتعثينا ومبتعثاتنا الذين يقومون حاليا بدراساتهم التخصصية العليا في هذا العلم، أن يعودوا ليكملوا هذه الخطوات العلمية الرائدة في هذا المجال.