ذلك هو القلب الذي رسمت حوله هالة من السحر وجمال الاسرار الخاصة في كل الأمم والحضارات صغر شأنها أم كبر، فهو قلب كبير آخر، قلب ليس له وجود مادي إلا عندما لمست المحبة والمشقة. وهو ذلك القلب الذي إذا انتشى نفخ الروح بنفحات تثير فيها طلب المزيد وذات القلب إن خار وخوى نفث في الروح صيام عن الحياة وسكنها على فترات متباعدة. القلب تلك الآلة الميكانيكية التي بدوام دورانها يحيا الجسم وتستكين باقي الأعضاء في مكانها منتشيه ومتحفزة للمزيد، وهذه المضخة التي تجدد في الجسد ماء الحياة بتفانٍ وتفرّد استحقت معه تقديرًا لا نظير له عند فني تطبيب الجسد وقارئه تجد القلب والروح معا فتشكل حالة فريدة من الصفاء والسمو، وذلك نتاج التعرض لنفحات الدهر، مصداقًا لقول رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه: (إن لربكم في أيام دهركم نفحات فتعرّضوا لها لعله أن يصيبكم نفحة منها فلا تشقون بعدها أبدًا)، ولكنها للأسف تبقى على فترات متباعدة، أما في الغالب فتجد الروح والقلب يسيران في طريقهما الميكانيكي الذي يعين على الحياة لا غير. فعندما يفاجأ الانسان بخبر محزن أو مفرح تجد القلب ينبض غير عادته سواء بسبب الفرح أو الحزن وكثيرًا ما نردد عبارة نقول فيها إن قلبي يوجعني ونقول بأن هذا الشخص قلبه نظيف أو قلبه ضعيف عبارات نرددها دون أن ندرك معناها. ] صالح بن علي