دعا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، اليوم (السبت)، التونسيين إلى "عدم إضاعة بلدهم" وضرورة تفهّم صعوبة الأوضاع الاقتصادية في العالم أجمع، في تعليق مقتضب على الاحتجاجات الاجتماعية غير المسبوقة في تونس منذ ثورة 2011. وقال السيسي في كلمة ألقاها خلال احتفال بعيد الشرطة نقله التلفزيون المصري: "إنني لا أتدخل في الشأن الداخلي للأشقاء في تونس، لكن أقول لكل الشعب التونسي إن الظروف الاقتصادية صعبة للغاية على كل العالم"، مضيفاً: "حافظوا على بلدكم". وتابع الرئيس السيسي: "أقول هذه الكلمة الآن عسى أن الحق سبحانه وتعالى يمنحني أجراً بأنني أوصيت بالخير والسلام والأمن والتعمير والتنمية والاستقرار، وليس بالترويع ولا التخريب ولا التدمير ولا القتل ولا الشر ولا سعيت إليه... أقول لكل من يسمعني في كل دولة حافظوا على بلادكم ، لا تضيعوها". وشهدت تونس ليل الجمعة - السبت، ليلة أولى من حظر التجول الذي أُعلن بعد أيام على احتجاجات اجتماعية غير مسبوقة في حجمها ومدتها منذ ثورة 2011. وبعد خمس سنوات على إسقاط نظام الرئيس زين العابدين بن علي، اندلعت التظاهرات في منطقة القصرين (وسط) الفقيرة ضد الجوع وللمطالبة بالعدالة الاجتماعية، بعد وفاة شاب عاطل من العمل. وامتدت الحركة الاحتجاجية الى مدن أخرى عدة، واتسمت بالعنف خصوصاً في منطقة تونس الكبرى. وكانت الثورة التونسية في العام 2011 مصدر إلهام للمصريين، الذين اقتفوا أثرها وأطلقوا في 25 كانون الثاني (يناير) 2011، تظاهرات ضخمة انتهت بإسقاط حسني مبارك في 11 شباط (فبراير) من العام نفسه. ويحتفل المصريون بعيد الشرطة وبذكرى انطلاق الثورة على حسني مبارك في اليوم نفسه، إذ اختارت الحركات الشبابية التي أطلقت الدعوة الى التظاهرات في العام 2011، هذا اليوم للتعبير في شكل خاص عن احتجاجها على انتهاكات الشرطة التي تصاعدت على نطاق واسع خلال السنوات الأخيرة من حكم مبارك.